- انطلاقتي الخارجية كانت من «العين» وعدت بعد 7 سنوات لأحقق الذهب
- خطة لتجهيز رماة الكويت.. وشهادتي مجروحة في زملائي الرماة
- التأهل للنهائي كان صعباً للغاية بعدما أخطأت في طبقين بالجولة الأولى
- الجينات والموهبة سببا دخولي الرماية.. وحافظت على مستواي 3 سنوات
عبدالعزيز جاسم
تحقيق الألقاب لا يأتي بسهولة وربما يحتاج إلى سنوات من المثابرة والجهد من أجل تحقيق الهدف الذي تسعى خلفه، وفي لعبة الرماية هناك أبطال من الصعب إزاحتهم بسهولة من منصات التتويج لكي تحتل مكانهم.. ولكن بطلنا الذهبي منصور عقلة الطرقي الرشيدي شق طريقه في اللعبة منذ العام 2009 وقاتل ونافس وتحدى الصعاب حتى تمكن في نهاية المطاف من تحقيق المركز الأول والميدالية الذهبية في السكيت ببطولة كأس العالم التي اختتمت مؤخرا في «العين» بالإمارات ليحصد مع اللقب الحلم الكبير وهو المقعد التأهيلي الثاني للكويت إلى دورة الألعاب الأولمبية القادمة (طوكيو 2020)، وبذلك تعتبر الكويت أول دولة عربية وآسيوية تحقق مقعدين تأهيليين لأولمبياد 2020 بعد حصول الرامي عبدالرحمن الفيحان على المقعد الأول.
ولأن الإنجاز لم يكن سهلا بتواجد أبطال اللعبة من جميع دول العالم، كان لابد لديوانية «الأنباء» أن تستضيف البطل العالمي الذي تصدر التصنيف الآسيوي في شهر أكتوبر الماضي للحديث عن رحلة الكفاح التي سبقت تحقيق هذا اللقب .. فكان هذا الحوار:
في البداية، حدثنا عن بداية دخولك للعبة ومراحل التطور التي مررت بها؟
٭ يجب أن يعرف الجميع أولا، أنني من عائلة رياضية متخصصة في الرماية منذ الأجداد بالإضافة إلى الموهبة التي شعرت بها منذ صغري، لذا قررت الدخول في عالم هذه الرياضة منذ العام 2009 بدعم من عمي البطل الأولمبي عبدالله الطرقي الرشيدي الذي اعتبره مثلي الأعلى والذي ساعدني في البداية وحببني في اللعبة من خلال الصيد والمنافسة بيننا وبعدما شاهدت إنجازاته وبطولاته، قررت أن أمارس اللعبة ولم أتوقف عن هذا الحلم حتى هذا اليوم.
متى كانت الانطلاقة الحقيقية؟
٭ في عام 2011 حققت المركز الأول في بطولة محلية وتم اختياري مع الرماة القدامى المصنفين للدخول في معسكر خارجي بإيطاليا، وفي عام 2012 شاركت في بطولة الخليج بمدينة العين الإماراتية وكنت وقتها لاعب احتياط ولكني شاركت بعد تعرض أحد الزملاء لوعكة صحية، ويومها أردت ألا أخيب ظن زملائي الرماة في الفريق وهم صلاح المطيري وسعود حبيب، وبالفعل تمكنا من تحقيق ذهبية السكيت، وبعدها انطلقت في المشاركات لاسيما أنني تصدرت في السنوات الثلاث الأخيرة التصنيف المحلي، ومن ثم توالت الإنجازات لأحقق في 2014 ذهبية فرق في البطولة العربية بالدوحة، وفي 2017 نلت المركز الثالث في بطولة سمو الأمير بإيطاليا.
..وماذا عن عام الإنجازات؟
٭ اعتبر 2018 هو عام الإنجازات، ففي بدايته حققت ذهبية الألعاب الآسيوية فردي في جاكرتا، ثم نلت ذهبية الفردي في الجائزة الكبرى بالمغرب، وبعدها فضية بطولة سمو الأمير في إيطاليا، كما حققت المركز الثاني فرق والثالث فردي في بطولة الجائزة الكبرى بكازاخستان وذهبية فردي السكيت ببطولة سمو الأمير بالكويت وأيضا ذهبية فرق البطولة الآسيوية بالكويت.
كيف جاء اللقب الغالي وبطاقة التأهل لأولمبياد طوكيو 2020؟
٭ للتوضيح، شاركت قبل بطولة العالم بالعين في 4 بطولات عالمية، ففي المشاركة الأولى وصلت لأفضل 10 رماة، وفي المشاركة الثانية كنت ضمن الخمسة الأوائل وفي الثالثة تراجعت إلى المركز السابع وفي الرابعة ارتكبت أكثر من خطأ وخرجت من الدور الأول، وعقب تلك المشاركات قمت بتسجيل الملاحظات وصممت على تقديم كل ما لدي في بطولة العالم الأخيرة بالعين بمشاركة 71 دولة وبواقع 13 راميا من كل دولة، وهو ما انعكس على حجم المنافسة لتمتاز بالقوة والشراسة، وقد كنت أحقق في التدريبات العلامة الكاملة بواقع 125 طبقا من أصل 125، وفي أول يوم بالبطولة أخفقت في طبقين لأحصل على 23 من أصل 25 وباتت مهمتي شبه مستحيله في أن أحصل على 100 طبق من أصل 100 لكي أدخل ضمن التصفيات النهائية، ولكن بفضل الله حققت هذا الرقم ودخلت النهائي ضمن الـ6 الأوائل لأتمكن من تحقيق اللقب بحصولي على 56 طبقا من أصل 60، وجاء في المركز الثاني الدنماركي هانسون جاسبر بـ54 طبقا، فيما حل ثالثا الاسترالي بيتر لكي بـ42 طبقا.
بعد تحقيق هذا اللقب الغالي.. كيف ستكون تحضيراتك لأولمبياد طوكيو 2020؟
٭ هناك خطة إعداد واضحة من قبل نادي الرماية برئاسة م.دعيج العتيبي الذي يحرص على دعم اللاعبين بالحضور والمؤازرة وتسهيل كل احتياجاتهم منذ التدريبات حتى الختام، ولذلك سنشارك في أكثر من بطولة وسندخل في معسكرات قوية من شأنها أن تعزز حظوظنا في تحقيق ميدالية أولمبية جديدة تضاف لسجل الكويت، ولن اكون آخر المتأهلين حيث ان هناك بطاقتين متاحتين في التراب والسكيت وأتوقع أن نحصل عليهما بصورة كاملة لان هناك عددا من النجوم في اللعبة ولديهم فرصة كبيرة في البطولات المقبلة وشهادتي في مستواهم مجروحة فيهم.
ما الفرق بين المشاركة المحلية والخارجية؟
٭ هناك فرق كبير، ففي البطولات المحلية لديك القدرة على التعويض وأيضا الضغوطات تكون أقل، لكن في المشاركات الخارجية تحتاج إلى التركيز الكامل والشجاعة للتخلص من الضغوطات وكذلك في إعادة ترتيب الأوراق في حال أخفقت في البداية، لأن المنافسين من الصعب أن يخطئوا بصورة متكررة بعكس المنافسات المحلية.
وهل توقعت الحصول على ذهبية العالم؟
٭ توقعت هذا الحلم، وكنت مصرا على أن احقق اللقب العالمي، ففي العين كانت بدايتي الخارجية وتحديدا في 2012 من خلال تحقيق لقب بطولة الخليج وأردت أن تكون المدينة ذاتها التي أحقق فيها ذهبية العالم وبطاقة التأهل للأوليمبياد، وبالفعل كانت فأل خير علي، لكن الأمر الذي لم أتوقعه هذا الاهتمام الإعلامي الكبير من وسائل الإعلام المقروءة أو المسموعة أو حتى المرئية، كما أن هناك اهتماما واتصالات جاءتني من دول الخليج وأصدقاء لدي في أوروبا وأميركا وهو شعور كبير لأول مرة أشعر به في حياتي وحتى هذه اللحظة لا يمكن وصفه.
من ساهم في دخولك عالم الرماية؟
٭ بلا شك الأب الروحي للعبة رئيس الإدارة العامة للطيران المدني الشيخ سلمان الحمود الذي وقف إلى جانبي في بداية مزولتي للعبة من خلال منحي أحقية التدريب مع الرماة وبعدها تمكنت من تحقيق طموحي شيئا فشيئا.
..ولمن تهدي هذا اللقب الغالي؟
٭ أهدي اللقب إلى صاحب السمو الأمير وسمو ولي عهده الأمين وإلى الحكومة والشعب الكويتي، وأتمنى أن أرفع علم الكويت في جميع المحافل الدولية.
رسالة شكر
شكر الرشيدي سمو رئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي على الاهتمام والدعم الكبير الذي قدمه، وأيضا نادي الرماية ورئيسه م.دعيج العتيبي الذي لم يتأخر في دعمي، وكذلك الشكر للهيئة العامة للرياضة متمثلة في مديرها د.حمود فليطح وإلى كل من ساندني ووقف إلى جانبي ووثق في قدراتي طوال الفترة الماضية.
المحافظة على القمة
قال الرشيدي ان الجميع يدرك أن الوصول إلى القمة سهل والمحافظة عليها صعب، ولكنني منذ أن شاركت في المسابقات وقد وضعت في اعتباري أن أحافظ على موهبتي والصعود بها تدريجيا الى منصات التتويج، وخير دليل على ذلك تحقيقي للتصنيف الأول محليا مدة 3 سنوات، ولذلك لن يكون المحافظة على القمة صعبا في حال استمررت على نفس الأداء والمنوال والرغبة في التدريبات والبطولات.