هادي العنزي
عاشت الكرة الكويتية اول من امس يوما حزينا بالوقوع في فخ الخسارة من استراليا بثلاثية دون رد في الجولة الثانية للمجموعة الثانية للتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، ولعل ما جعل وقع الهزيمة ثقيلا على النفس، المستوى الهزيل الذي ظهر به لاعبو الأزرق خاصة في الشوط الأول من المواجهة والذي تلقى خلاله ثلاثة أهداف «سهلة ومؤلمة» كانت كفيلة بضمان فوز الفريق الضيف.
«الأنباء» التقت عددا من المدربين الوطنيين.. والقت عليهم أغلب علامات الاستفهام التي تدور في أذهان عشاق الأزرق والشارع الرياضي: كيف؟ ولماذا؟ ومن؟ ومتى؟ لجلاء الحقيقة كاملة، ووضع النقاط على الحروف بمهنية عالية.. فكانت هذه المحصلة:
العصفور: «الأزرق» قادر على النهوض ويحتاج الدعم
في البداية، شدد المدرب الوطني صالح العصفور على إمكانية التعافي من الخسارة، فكرة القدم متطورة ومتفاعلة مع مختلف الظروف «وبحرها كبير»، واستدرك «يجب أن يكون التفكير والتقدير الفني في مكانه الصائب،»، لافتا إلى أن التغيير وارد وفقا للمعطيات التي يتطلبها المنافس أو المباراة أو حالة الفريق، وفي حدود ضيقة، أما إن كان الفريق فائزا فإن القاعدة الأساسية في عالم التدريب تقول بصوت عال «الفائز يستمر ولا يمس»، وهو بخلاف ما تم أمام أستراليا.
وذكر العصفور أن البداية لم تكن كما يجب، وسوء التنظيم الدفاعي كان ظاهرا للعيان، والأهداف جاءت من أخطاء دفاعية صريحة، مضيفا أن اللاعبين ظلموا بالأسلوب الفني الذي اختاره المدرب روميو لهم، وقلة الخبرة اضافة الى الحضور الكثيف للجماهير الذي مثل ضغطا نفسيا على اللاعبين، اضف الى ذلك أن الخطأ التكتيكي الفادح في إبقاء بدر المطوع على مقاعد البدلاء كقائد ونجم تألق أمام نيبال، وعودته للحالة الفنية والبدنية التي اعتدناها منه تسبب في غياب عدم وجود قائد في الملعب، وكذلك ابقاء يوسف ناصر على مقاعد البدلاء وهو المهاجم القادر على التسجيل من أنصاف الفرص ما اضعف القوة الهجومية للفريق، مذكرا بأن الدور الأساس للمهاجم هو تسجيل الأهداف وليس القيام بأدوار دفاعية، أو إشراكهم في الشوط الثاني.
العصفور قالها صريحة «استمرار روميو يوزاك مغامرة، والأزرق يحتاج خطة إنقاذ عاجلة خلال الفترة القصيرة المقبلة»، معللا الأخطاء الفنية المتكررة، وقلة الخبرة الميدانية، والقيادة الفنية الضعيفة أثناء المباريات، وعدم ثبات التشكيل رغم معرفته التامة باللاعبين، أسباب كلها تجعل من تغيير الجهاز الفني أمر وارد وإن كان صعبا لضيق الوقت، لافتا إلى أن الأزرق يحتاج خلال الفترة المقبلة لاستمرار الدعم، وهو قادر على العودة والمضي قدما في التصفيات بنتائج تسعد الجماهير الرياضية، والفرصة أمام الأردن تعتمد على الاستعداد النفسي والفني والبدني، رغم مكانة المنتخب الأردني آسيويا وما يضمه من لاعبين متميزين.
دهيليس: إمكانات «روميو» متواضعة وأعذاره واهية
ألقى المدرب الوطني محمد دهيليس باللائمة على الكرواتي يوزاك، مؤكدا أنه لم يقرأ المباراة جيدا ولم يكن واقعيا سواء في التحضير أو التعامل مع مجريات اللقاء، فلا تنظيم ولا التزام بالمراكز، بل تكتل في منطقتي الدفاع والوسط دون مهام محددة أو تحييد لمفاتيح اللعب أو مصادر الخطر، فلقد وضع طريقة للعب ولم يختر العناصر المناسبة لها، ما أظهر فوضى مؤسفة في الشوط الأول، فلم نستطع خلالها بناء هجمة منظمة واحدة، كما كان الخصم الأسترالي رحيما علينا باكتفائه بثلاثة أهداف فقط، وقد تجرعنا خسارة مرة في ملعبنا وبالأربعة في مباراة ودية سابقة، وفي المجمل لا يوجد نهج أو أسلوب لعب واضح الملامح للمدرب، وهو يتنقل بين عدة طرق مختلفة ومتناقضة، مما يجعلنا نشكك في قدراته التدريبية والتي ظهرت متواضعة بشكل كبير.
وقال دهيليس ان التشكيلة جاءت محبطة في بدايتها لخلوها من «القائد» بدر المطوع و«القناص» يوسف ناصر، و«المبدع» فهد الأنصاري، وهو ما يثير علامات استفهام كبيرة ومستحقة، وقد أدان نفسه بلسانه بشأن الأنصاري بعد المباراة عندما برر عدم مشاركته لعدم جاهزيته، فلماذا اختياره في المقام الأول؟!
وشدد دهيليس على أن الأزرق لم يخرج من المنافسة بل ان الحظوظ لا تزال قائمة، ولدينا الإمكانات الجيدة التي تؤهلنا للمنافسة، ولكن شروط إعادة ترتيب المنظومة من جديد.
وتساءل عن المنتخب الأولمبي لكونه يشكل الدعامة الرئيسة للمنتخب الأول.. ولماذا لا يلعب مباريات دولية ودية خلال فترة التوقف الدولي؟ أين الخطط بهذا الشأن؟ أين الاستراتيجية.. أم أن الأمر «خبط لزق»؟!
العدواني: الخسارة مسؤولية يتحملها الجميع
وزع المدرب الوطني ظاهر العدواني مسؤولية الخسارة أمام استراليا بالتساوي على المدرب واللاعبين والإدارة، مبينا أن الخسارة لم تأت بسبب عدم مشاركة لاعب أو اثنين من بداية المباراة، ولربما يرجع الأمر لكون المدرب رأى أن هناك لاعبا يقوم بالأدوار الدفاعية بشكل أفضل وبالتالي اعتمد عليه، وتوفير مجهود الآخرين للشوط الثاني وهذا أمر مقبول ومتوقع من قبل المدربين، لافتا إلى أن الخسارة جاءت مفاجأة، وخاصة بعد الفوز على نيبال بـ 7 أهداف.
وذكر العدواني أن الأهداف الثلاثة جاءت من أخطاء دفاعية بدائية، ومسؤوليتها مشتركة بين لاعبي خط الظهر والمدرب، مضيفا: لا دور للمدرب عندما يترك مدافع خصمه أثناء الهجمة وخاصة في الكرات الثابتة، وهذه من البديهيات، وفي المجمل من الظلم الكروي أن نخسر بهذه الطريقة وخاصة أن الخصم الأسترالي لم يكن قويا، وقد بالغنا في الرجوع للدفاع في الشوط الأول، وهو ما تسبب في تلقينا لهدف مبكر، وكان على الجهاز الفني تعديل طريقة اللعب أثناء الشوط الأول بعد فشلها التي وضعها، وذلك لتقليل الضرر والعودة للمباراة سريعا.
«لا يوجد أسلوب واضح في الهجوم، هل كنا نعتمد على البناء من الخلف أو الهجمة المرتدة» بهذه الكلمات تطرق العدواني لأسلوب الكرواتي يوزاك الذي وصفه بـ «غير واضح»، والذي أظهر المنتخب بلا هوية، وفي الشوط الثاني تحول الأمر إيجابا بعد مشاركة المطوع وناصر بالتزامن مع حرص اللاعبين على تقديم مستوى أفضل.
وحذر العدواني من عدم وضوح الرؤية لإدارة الاتحاد أو انقسامها بشأن مستقبل المدرب، مشددا على ضرورة اتخاذ موقف حاسم وواضح بهذا الشأن، لأن ترك الأمور تسير على عوانها من شأنه أن يدخل عدم الثقة بين أهم عنصرين في منظومة الأزرق وهما المدرب واللاعبون.
ووضع العدواني عددا من النقاط التي من شأنها العودة بالأزرق لجادة الصواب، قائلا: «يجب أن يتناسب الإعداد والأهداف الموضوعة مع الأخذ في الاعتبار أن معسكر لندن لم يكن جيدا، وخاصة الفرق التي لعبنا ضدها، اختيار نوعية جيدة من اللاعبين مع إعطائهم الفرصة، وعدم الاستعجال على النتائج»، مشيرا إلى أن التأهل لكأس العالم يتطلب استراتيجية متكاملة توضع موضع التنفيذ بكل تفاصيلها، ومن المستحيل أن تتأهل لكأس العالم وأنت بلا خطة طويلة الأجل أو مشروع متكامل ودون استراتيجية واضحة الأهداف، التأهل لكأس العالم لا يأتي بجهود فردية ودون عمل منظم، هكذا تعلمنا وهكذا تقول الحقائق الماثلة أمامنا والدلائل على ذلك كثيرة ومتعددة عربيا ودوليا، وعلينا أن نحمل أنفسنا أو نتطلع لما هو أكبر من قدراتنا.
الحوطي: عودة الأزرق الذهبي تحتاج إلى عمل كبير
أوضح نجم الكرة الكويتية والقائد الذهبي وعضو اللجنة المؤقتة لاتحاد الكرة سابقا سعد الحوطي انه ومنذ رفع الإيقاف الرياضي والمشاركة في بطولة كأس الخليج 2017 فإن اعداد المنتخب لم يكن جيدا، مشددا على أنه يجب اختيار عناصر المنتخب من مختلف الأعمار بين 20 سنة و25 سنة مع إقامة معسكرات ومباريات تجريبية مع منتخبات قوية في فترات التوقف الدوليةFIFA DAY.
وأكد الحوطي أن الأندية الكويتية تمثل جزءا مهما كونها المدرسة التي تعد اللاعبين للمنتخب وعندما يأتي مدرب المنتخب يختار على أساس مستوى اللاعبين بالدوري وحسب مركز اللعب والأداء والمستوى الفني والروح العالية والتعامل مع الزملاء والالتزام بالتمرين، لافتا إلى أن النادي يتحمل نسبة تجهيز اللاعب بنسبة 70% بينما على اللاعب أمور اخرى النسبة المتبقية.
وأضاف «هناك المدرب التكتيكي الذي يضع الخطط ولديه مادة يتحكم فيها، ليستطيع أن يركب التوليفة التي ينتظرها الجمهور فذلك الدور يأتي بعد دور النادي حتى نستطيع التفكير بمنتخب المستقبل»، وتابع «نحتاج لنوعية خاصة من المدربين في أنديتنا، فلدينا مدربين وطنيين قادرين ولكن البعض منهم يفتقد للجانب الفني والتكتيكات على الرغم من فهمهم لنفسية اللاعب الكويتي».
ووصف الحوطي استقالة الأمين العام السابق د.محمد خليل بأنها خسارة للاتحاد، مضيفا «خليل عمل بإخلاص وبصماته كانت واضحة وعلاقاته جيدة وأفكاره متميزه والكل شاهد عمله وله باع طويل في المجال فشهادتي به مجروحة فقد عملت معه وشهدت على ذلك».
وأشار إلى أن عودة أزرق العصر الذهبي تحتاج عمل كبير وتغيير قوانين ولوائح والآن الوضع والظروف مختلفة عن السابق، مؤكدا أن الدول الآسيوية بدأت عصر الاحتراف، مشيرا الى أن هناك أمورا كثيرة تحتاج للعمل الجاد والدؤوب خلال المرحلة المقبلة.