ناصر العنزي
يقولون عن حراس المرمى ما لا ينبغي ذكره وحمده، يصفونهم بالتهور والاندفاع والخروج عن النص، يقولون انهم الحلقة الاضعف في خطوط الفريق، فمن ير في نفسه قلة المهارة يتجه فورا الى حراسة المرمى لأنها لا تتطلب سوى «قفازين» وقميص ملون وربطة شعر للتصدي الى الكرات المصوبة، فمن يستخدم يديه للتعامل مع الكرة لا يجد صعوبة في مهامه خلاف المهاجم والمدافع اللذين يجوبان الملعب لمدة 90 دقيقة وعليهما ان يسجلا الاهداف ويدفعاها عن مرمييهما، يقولون لا تأمن للكرة حتى لو كانت فارغة من الهواء، فترد عليهم سريعا ولا تأمنوا لحارس المرمى حتى لو اقسم لكم بأغلظ الايمان، ويحدثنا التاريخ الرياضي عن حارس مرمى ليدز الانجليزي غاري سبريك انه في العام 1967 ارتكب جرما لا يغتفر للحراس، فبدلا من ان يرمي الكرة الى احد زملائه داخل الملعب اتجه نحو مرماه فجأة وقذف بها داخل شباكه! وقبله صوب حارس مرمى ارسنال دينيس ايفانز الكرة في شباكه بعد سماعه صافرة الحكم، واتضح فيما بعد انها صادرة من المدرجات، اما اطرف المواقف في الملاعب فذلك الذي تعرض له حارس مرمى كورينثيانز البرازيلي الذي اعتاد ممارسة طقوس دينية معينة قبل بداية كل مباراة، واطال مرة في طقوسه فلمحه البرازيلي المعروف ريڤالينيو لاعب فلوميننزه في السبعينيات فأرسل الكرة من قذيفة بعيدة داخل المرمى!
ويدافع حراس المرمى عن انفسهم ويقولون نحن نصف الفريق، نتعرض للهجمات المتلاحقة والخطأ منا يذهب بنا الى «المقصلة»، في حين ان خطأ المهاجم لو اضاع ركلة جزاء او كرة انفرادية فهو خطأ محمود عند الجماهير التي ترفعه الى السماء وتهبط بنا الى الارض، حتى الصحافة احيانا تقسو علينا، فعندما نتصدى بجدارة لركلة جزاء تقول الصحافة ان اللاعب اهدر الركلة ولا تقول ان الحارس صد الكرة، كما اننا معشر الحراس نتعامل مع مهاجمين من شتى الاصناف، فهناك الذي يسدد الكرة بقوة هائلة وهناك من يراوغ بكثرة وهناك اللاعب الذكي وعلينا في كل مباراة ان ندرس الحالة الفنية لكل مهاجم، والغالب ايضا في عالم الكرة ان المهاجم يفوق المدافع كثيرا في كل الجوانب، فالملاعب اخرجت مارادونا كمهاجم غربل المدافعين والحراس لكنها لم تخرج مارادونا «مدافع» يصد الخطر عنا نحن الحراس، وأخرجت لنا ايضا ليونيل ميسي وباستطاعته ان يهدد الحراس وهو حافي القدمين، لكن هاتوا لنا مدافعا في مثل موهبته.
يقولون ان اكثر اللاعبين عمرا في الملاعب هم الحراس، فالانجليزي بيتر شيلتون واصل اللعب حتى سن 47 عاما، والكاميروني نكونو اعتزل في سن 42 عاما، والايطالي دينو زوڤ 41 عاما، وفي ملاعبنا المحلية فإن اكبر الحراس حاليا هو خالد الفضلي بـ 36 عاما وباستطاعته ان يواصل اللعب حتى سن 40 عاما ليدخل بذلك في موسوعة غينيس الخاصة بنا.
اذا كنت مدربا لحراس المرمى فابحث عن حارس بهذه المواصفات: الطول المناسب، الذكاء، النظرة الثاقبة وردة الفعل السريعة.