بيروت - ناجي شربل
كرة القدم لم تعد لعبة الفقراء في لبنان، ففي الظرف الأصعب على البلاد بسبب الضائقة الاقتصادية غير المسبوقة إزاء انهيار سعر صرف العملة الوطنية «الليرة اللبنانية» أمام الدولار، باتت مشاهدة مباريات كرة القدم الدولية تتطلب تسديد مبالغ مالية بالعملة الصعبة. حضور مباريات بطولتي أمم أوروبا وكوبا أميركا عبر المشتركين في شبكة بث مدفوعة يتطلب تسديد رسم مالي قيمته 30 دولارا لفتح قنوات «بي ان سبورتس ماكس» التي تنقل مباريات البطولة لفترة شهرين. وغير ذلك، على الراغب في مشاهدة قنوات «بي ان سبورتس» تسديد اشتراك شهري منفصل عن الاشتراك الخاص بالباقة التي تقدمها الشبكة، وتبلغ قيمته 10 دولارات. في حين ان الراغب في متابعة المباريات مباشرة من قبل «بي ان سبورتس»، يتوجب عليه تسديد 80 دولارا. وهكذا بات لكل شيء سعره لجهة مشاهدة المباريات. وبات كثيرون يفضلون دفع الرسم الخاص بالمشاهدة المنزلية بدلا من التوجه الى المقاهي، حيث تتخطى كلفة الجلوس هناك هذه الكفلة بأشواط، علما اننا نتحدث عن المقاهي الشعبية، وليس تلك التي باتت تملك علامات تجارية معروفة محليا وعالميا.
البعض وجد وسيلة للنفاذ الى المباريات بواسطة موقع الكتروني عبر خدمة البث التدفقي. لكن ذلك يشترط توافر خدمة الانترنت السريعة، التي تتأثر بدورها بتأمين التيار الكهربائي، فضلا عن كون الخدمة في لبنان بطيئة وغير متطورة، لعوامل عدة بينها طبيعة البلاد التي تكثر فيها التضاريس.
كرة القدم لم تعد لعبة الفقراء في لبنان، إلا أن الشغف يبقي عشاقها في دائرة الاهتمام بها مهما كلفهم ذلك من أثمان.