هادي العنزي
اقترب العرس الكروي الأفريقي من نهايته وباتت 4 منتخبات هي المؤهلة للفوز باللقب بعدما كان 24 منتخبا يمني النفس بالوصول إلى الدور نصف النهائي، لكن وحدها منتخبات الجزائر ونيجيريا وتونس والسنغال وصلت إلى هذه المرحلة المتقدمة من «الكان»، لتصبح قاب قوسين أو أدنى من الظفر بالكأس الأفريقية، ومغادرة القاهرة بلقب أغلى بطولات القارة السمراء.
«الأنباء» استطلعت آراء عدد من المدربين الوطنيين حول كأس الأمم الأفريقية، من حيث المستوى الفني، المرشحون للقب، وأبرز المفاجآت فجاءت كالتالي:
خلف: أفريقيا دون المستوى
أكد المدرب الوطني أحمد خلف أن البطولة الأفريقية جاءت مخيبة للآمال من حيث المستوى الفني والأداء الجماعي، مضيفا: للأسف توقعنا الكثير من العديد من المنتخبات المشاركة لاسيما التي لها باع طويل في هذه البطولة المشهودة لكنها ظهرت دون المستوى ولاعبوها الذين كنا نعول عليهم الكثير لم يقدموا أقل مما كان متوقعا لاسيما الذين يشاركون في البطولات الأوروبية المختلفة، ولكن ما شاهدناه طوال أيام البطولة أداء غير مقنع، وضرب خلف مثالا بمنتخب الكاميرون الذي لم يرتق بمستواه إلى السمعة الكبيرة التي يحظى بها أفريقيا وعالميا.
وذكر أحمد خلف أن المنتخبات العربية متفاوتة المستوى وقد ظهر المنتخب الجزائري بصورة جيدة إلى حد كبير وقدم مستوى فنيا ثابتا طوال البطولة، إلى جانب المنتخب التونسي بنسبة أقل، ونأمل أن يحوز أحدهما كأس البطولة الفريقية لما له من آثار إيجابية على الكرة العربية بالمجمل، وعلى الطرف الآخر خيب الظن المنتخب المغربي ولم يظهر كما بدا عليه في كأس العالم، فيما أصابنا «الفراعنة» بالصدمة الأكبر في البطولة، المستوى متواضع والفريق مفكك والمدرب لم يعرف كيفية تشكيل توليفة متناسقة من اللاعبين، والمحترفون لم يقدموا شيئا باستثناء محمد صلاح الذي وضعوا عليه حملا مضاعفا أكثر من طاقته، فضلا عن المشاكل التي صاحبت الفريق في البطولة والتي حظيت بمتابعة دقيقة من الجماهير المصرية.
وأشاد خلف بمنتخب مدغشقر وما قدمه في البطولة بتسجيله حضورا مميزا وأداء لافتا، وتوقع أن يصل منتخبا الجزائر والسنغال للمباراة النهائية، متمنيا فوز الجزائر بالبطولة نظرا لثبات مستواه الفني منذ البداية.
الشمري: الجزائر الأفضل والأقرب
من جهته، ذكر المدرب الوطني ماهر الشمري أن المستوى الفني العام بدأ بالتحسن في الأدوار الإقصائية، وقال: «هناك منتخبات ظهرت بمستوى جيد خالف التوقعات لعل من بينها مدغشقر وبنين، وهذا يدل على التطور السريع الذي تشهده الكرة الأفريقية في ظل احتكاك لاعبيهم المستمر بالأندية الأوروبية، كما أن هذه البطولة تعد فرصة للعديد من اللاعبين لتسويق أنفسهم لأوروبا»، لافتا إلى أن منتخبي الجزائر ونيجيريا هما أفضل فريقين قدما كرة جميلة وأداء ثابتا في أغلب مواجهاتهما.
وتوقع ماهر الشمري تجاوز منتخب الجزائر مواجهته مع نظيره النيجيري ووصوله إلى المباراة النهائية والفوز بالكأس الأفريقية أيضا وذلك نظرا لثبات المستوى والروح العالية بالإضافة إلى الإمكانات الفردية، مضيفا أن تونس وصل إلى أفضل طموحاته وحقق الفوز دون إقناع تام سواء من حيث الأداء الفردي أو الجماعي ولم يكن مقنعا بالمجمل ولا يتوقع له الفوز بالكأس، ولكن تبقى للكرة كلمته الأخيرة ومواجهات خروج المغلوب يصعب التنبؤ بنتائجها مسبقا، وتبقى كفة منتخب السنغال هي الأرجح في اللقاء الذي يجمعه مع تونس بقبل النهائي.
وأشار الشمري إلى أن خروج «الفراعنة» جاء مبكرا جدا لندرة النجوم لديه، فيما قدم منتخب مالي مستويات جيدة.
نصار: التحفظ سيد الموقف
من جانبه، أكد المدرب الوطني وليد نصار إلى أن المستوى الفني للفرق المتأهلة لدور الـ 16 جاء متقاربا وبدرجة كبيرة، ودلل على قوله بانتهاء المواجهات بفارق هدف أو بركلات الترجيح في أغلبها، مضيفا التحفظ الدفاعي كان سيد الموقف في دور الـ 16 والـ 8 وذلك من أجل الوصول نصف النهائي، وهو ما يخالف النهج الذي تعتمده الكرة الأفريقية من خلال اللعب الهجومي المفتوح والتأثر بالكرة الأوروبية.
وتمنى نصار مشاهدة منتخبي الجزائر وتونس في المباراة النهائية للكأس الأفريقية، وهذا بالإمكان حدوثه لكن أتوقع أن يحقق السنغال اللقب لعدة أسباب، أهمها الثبات الفني للفريق منذ مباراته الأولى وحتى اليوم، مشيرا إلى أن خروج المنتخب المصري كان المفاجأة الأكبر في البطولة رغم كونه مستحقا لتدخل قرارات إدارية خاطئة أثناء البطولة.