يأمل منتخبا تونس والجزائر الليلة الوصول إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية عندما يلتقي نسور قرطاج في مباراة متكافئة بنصف النهائي مع المنتخب السنغالي، فيما ستكون مهمة الجزائر صعبة عندما يواجه نيجيريا.
ورغم وصول تونس والسنغال إلى الدور نصف النهائي بنجاح، ستكون المباراة بين المنتخبين بمنزلة «البحث عن الحقيقة» حيث تمثل المواجهة بينهما أقوى اختبار لقوة كل منهما والمقياس الحقيقي لقدرتهما على المنافسة.
ويلتقي المنتخبان على ستاد «الدفاع الجوي» في القاهرة، ويتطلع كلاهما إلى خطوة جديدة على طريق البحث عن اللقب في هذه النسخة حيث يضع الفوز صاحبه على بعد خطوة واحدة من اعتلاء العرش الأفريقي.
وواجه كل من الفريقين عدة عقبات في طريقه إلى المربع الذهبي للبطولة لكنهما شقا طريقهما بجدارة إلى هذه المرحلة من البطولة.
وتشير النتائج إلى أن المنتخب التونسي فشل في تحقيق أي فوز على فريق كبير حيث كان الفريق العملاق الوحيد الذي واجهه في المباريات الخمس الماضية هو المنتخب الغاني والذي أطاح به نسور قرطاج عبر ركلات الترجيح فقط.
وفي المقابل، وعلى الرغم من الترشيحات الهائلة التي سبقت الفريق إلى هذه البطولة والإمكانيات الضخمة التي يتمتع بها، لم يحقق المنتخب السنغالي حتى الآن الفوز على منتخب كبير في هذه البطولة حيث فاز في مجموعته بالدور الأول على منتخبي كينيا وتنزانيا بينما خسر أمام نظيره الجزائري ليحتل أيضا المركز الثاني في المجموعة.
وفي دور الـ 16، اجتاز المنتخب السنغالي عقبة نظيره الأوغندي بهدف نظيف وهي النتيجة ذاتها التي فاز بها على منتخب بنين في دور الـ 8 لتصبح مباراة الغد هي الاختبار الثاني له فقط أمام فريق كبير على غرار مواجهته السابقة مع منتخب الجزائر.
وتصب نسبة كبيرة من الترشيحات في صالح المنتخب السنغالي لاجتياز عقبة نسور قرطاج، لن تكون مهمة أسود التيرانغا سهلة على الإطلاق في ظل الصحوة التي أظهرها المنتخب التونسي في الأدوار الإقصائية والتي جاء أداء الفريق فيها خلافا لما كان عليه في الدور الأول.
صراع الكبار
رغم كونهما من القوى الكروية الكبيرة في القارة الأفريقية، لم يكن المنتخبان الجزائري والنيجيري ضمن أبرز المرشحين للمنافسة على لقب النسخة الحالية من بطولة كأس الأمم الأفريقية، لكن المنتخبين يحظيان الآن بترشيحات هائلة للفوز باللقب بل إن الفائز منهما اليوم في الدور قبل النهائي للبطولة على ستاد القاهرة الدولي قد يكون المرشح الأبرز على الإطلاق للصعود إلى منصة التتويج باللقب بغض النظر عن المنافس الذي يلتقيه في المباراة النهائية للبطولة.
وخاض كل من الفريقين البطولة الحالية بعدما عانى من مشاكل عدة ومن تراجع في المستوى على مدار السنوات الماضية بعد فترة من الوصول إلى مستويات رائعة من الأداء.
ومنذ صعوده لدور الـ 16 في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل والعروض القوية التي قدمها في البطولة وخاصة أمام نظيره الألماني في دور الستة عشر، بدأ منحنى أداء المنتخب الجزائري في التراجع ليودع الفريق كأس الأمم الأفريقية من دور الـ 8 في نسخة 2015 ومن دور المجموعات في نسخة 2017 علما انه لم يحقق أي فوز في مبارياته الـ 3 بالمجموعة في الدور الأول للبطولة.
وفي المقابل، خاض المنتخب النيجيري النسخة الحالية من البطولة بعدما غاب عن النسختين الماضيتين في 2015 و2017 علما انه توج بلقب نسخة 2013 ليكون الثالث له في تاريخ البطولة.
ولم تكن بداية مسيرة الفريق في البطولة بنفس قوة منافسه الجزائري، حيث احتل نسور نيجيريا المركز الثاني في المجموعة الثانية بالفوز على بوروندي وغينيا بنتيجة واحدة هي 1- 0 ثم الهزيمة المفاجئة أمام مدغشقر 0- 2 فيما حقق الفريق انتصارين غاية في الصعوبة على الكاميرون 3- 2 في دور الـ 16 وعلى جنوب أفريقيا 2- 1 في دور الـ 8.
وتشير إحصائيات الفريقين في البطولة حتى الآن إلى تفوق واضح للمنتخب الجزائري على نسور نيجيريا، حيث سجل لاعبو المنتخب الجزائري 10 أهداف واهتزت شباكه بهدف واحد فقط هو هدف التعادل للمنتخب الإيفواري في دور الـ 8 فيما سجل لاعبو نيجيريا 7 أهداف واهتزت شبــاك الفريق 5 مرات.
جساما وباملاك يديران المواجهتين
قرر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) إسناد مهمة تحكيم مباراة الجزائر ونيجيريا في نصف النهائي، إلى الحكم الغامبي بكاري جساما.
كما أسند مباراة تونس والسنغال في الدور نفسه إلى الإثيوبي تيسيما باملاك.
ويساعد تيسيما في إدارة هذه المواجهة كل من السوداني وليد أحمد على (المساعد الأول) والكونغولي أوليفيه سافاري (المساعد الثاني) وبرنار كامي من سيشيل حكما رابعا.