ناصر العنزي
البحرين بطلة كأس الخليج لأول مرة بعد «49» عاما من الجفاء بينهما، وأخيرا فرحت البحرين بهذه الكأس الغالية وخرجت بكل ضواحيها تحتفل باللقب بعد الفوز على الأخضر السعودي بهدف نظيف في المواجهة المثيرة التي جمعتهما أمس في ختام خليجي «24» في الدوحة بحضور أمير دولة قطر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وجاء الفوز البحريني باللقب بعد مشوار صعب في البطولة وجاءت مشاركته بعد اعتذاره عن المشاركة قبل أن يأتي للبطولة ويخطف اللقب.
ضربة جزاء مهدرة
فرط قائد الأخضر السعودي سليمان الفرج بفرصة ثمينة في الشوط الأول بعدما أهدر ركلة جزاء في وقت مبكر جدا «7»، حيث سدد الكرة بقوة ارتطمت بالعارضة وفوت على فريقه فرصة التقدم بالنتيجة مبكرا، وضغط الاخضر بعدها وهدد مرمى الحارس البحريني السيد جعفر كثيرا وردت العارضة كرة قوية لسالم الدوسري وانفراد للمهاجم عبدالله الحمدان لم يحسن السيطرة على الكرة مما أغضب مدربه الفرنسي رينار الذي أوضحته الكاميرا يطالب لاعبه بالسيطرة على الكرة.
وأحسن خط وسط السعودية المكون من عبدالله عطيف وسلطان الغنام وعبدالإله المالكي وسالم الدوسري في التمرير وبدء الهجمات بشكل منظم، وكان من الممكن ان يخرج الاخضر بهدف لو استغل فرصة واحدة من فرصه والتي كان أخرها في الشوط الأول لمصلحة عبدالله الحمدان الذي اتجه بالكرة نحو المرمى وتعرض للإعاقة من مهدي فيصل واستشار الحكم مساعده في تقنية الـ «VAR» والذي أشار عليه بتكملة اللعب.
ومرة أخرى، لعب مدرب الأحمر البحريني البرتغالي سوزا بتشكلية جديدة مكونه من «11» لاعبا عن تشكيلته السابقة أمام العراق كعادته في «تدوير» اللاعبين ومال كثيرا للدفاع عن مرماه في سعيه لاستنزاف قوة منافسه على أن يخرج مرماه نظيفا في الشوط الأول وبالفعل تحقق له ذلك بانتظار ان يتعامل هجوميا مع خصمه في الشوط الثاني، وارتد لاعبو البحرين بكرات سريعة شكلت خطورة على مرمى الحارس السعودي فواز القرني وكاد أن يخطف راشد الحوطي هدفا لولا تدخل المدافع السعودي زياد الصحافي في اللحظة المناسبة.
هدف «رميحي»
وفي الشوط الثاني اشتغلت المحركات البحرينية وهاجم الأحمر بلياقة لاعبيه العالية التي يحتفظ بها اللاعبون وعزز المدرب البحريني هيليو سوزا خطوطه بالمهاجم تياغو ونتج عن ذلك ضغط بحريني اخترق الدفاع السعودي من الأطراف وجاء الهدف البحريني الأول في الدقيقة «68» من هجمة رائعة مرر بها مهدي فيصل كرة متقنة إلى المندفع محمد الرميحي الذي أحسن في إيداع الكرة المرمى بيسراه هدفا جميلا.
وحاول الأخضر السعودي معادلة النتيجة ونظم هجمات سريعة اصطدمت بالدفاع البحريني، وطالب مدرب البحرين سوزا لاعبيه بمواصلة الهجوم وعدم الارتداد للخلف وكانت أطرافه مصدر قلق للخصم، وارتفعت وتيرة المباراة في الدقائق العشرة الأخيرة وسط استبسال بحريني للدفاع عن هدفه الوحيد وبالفعل نجحت كتيبته بقيادة مدربه الداهية سوزا في تحقيق الفوز والظفر باللقب، وخسر الأخضر السعودي بعدما لعب شوطا واحدا وترك الشوط الثاني لخصمه.
٭ أدار المباراة الحكم السويسري ليونيل تشيدي ونجح في إدارتها.
سوزا: بكيت فرحاً
أعرب مدرب منتخب البحرين البرتغالي هيليو سوزا عن سعادته الكبيرة بكونه المدرب الذي يقود الأحمر لتحقيق إنجاز تاريخي بحصد اللقب الخليجي الأول في تاريخه.
وقال سوزا «باختصار كان لدي رجال في الملعب، مهما حدثت مداورة بين اللاعبين كان هناك 11 رجلا يقاتلون داخل الملعب، لا فرق بين أساسي واحتياطي، الجميع في نفس المستوى».
وأكد سوزا أن هذه الفرحة التي شاهدها على اللاعبين والجماهير البحرينية جعلت دموعه تتساقط بعد المباراة، مؤكدا أن هذا الفوز سيعطي البحرين الحافز لمواصلة العطاء في المستقبل.
«الأحمر» الذهبي
زكي عثمان
عاد من بعيد.. وشارك قبل ايام في البطولة بعد قرار عدم المشاركة رفقة منتخبي السعودية والإمارات لأسباب سياسية.. ولكن مشاركته جاءت لترسم بسمة كبيرة على وجوه جميع أهالي البحرين الذين انتظروا 49 عاما ليكتبوا اسمهم بأحرف من «ذهب».
وأسدل الستار على واحدة من أكثر النسخ إثارة في تاريخ بطولات كأس الخليج، حيث جمع النهائي فريقين لم تتأكد مشاركتهما في هذه النسخة إلا قبل أيام قليلة من انطلاقها ولكنهما شقا طريقهما بجدارة إلى المباراة النهائية.
«الأحمر» اجتهد وقدم مستويات أهلته بجدارة للحصول على اللقب الأغلى.. صحيح هو الأول لهم.. ولكنه لقب بطعم «الذهب».. فالفريق قدم بطولة استثنائية مع مدرب استثنائي قدم 23 لاعبا في البطولة شاركوا في جميع المباريات منتهجا أسلوبا فريدا من نوعه في تاريخ البطولات ليست الخليجية ولكن العالمية أيضا عندما انتهج مبدأ «المداورة» بين اللاعبين في كل مباراة، وخاض المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته حيث أحرز الفريق المركز الثاني في هذه المرات الأربع السابقة عندما أقيمت البطولة بنظام دوري من دور واحد.
الجماهير التي توافدت مبكرا على ملعب المباراة لم يخيب ظنها اللاعب محمد الرميحي الذي احرز الهدف «الذهبي» بلمسة سحرية ليمنح فريقه اللقب الغالي.
«الأحمر» الذي رسم ابتسامة كبيرة وكسر عناد نحو 50 عاما، توج بلقب سيبقى في الذاكرة طويلا بعد أن انتزع باكورة ألقابه الخليجية على ستاد «عبد لله بن خليفة» بنادي الدحيل في الدوحة، وقدم الأحمر لمحة تاريخية لهذه النسخة من البطولة بعدما انضم إلى السجل الذهبي للبطولة، حيث كان الوحيد من بين المنتخبات التي شاركت في البطولة منذ نسخها الأولى الذي لم يتوج باللقب سابقا، وبهذا أصبح المنتخب اليمني هو الفريق الوحيد من بين المنتخبات التي تشارك في البطولة حاليا الذي لم يتوج باللقب الخليجي علما بأن مشاركاته بدأت قبل 9 نسخ فقط.
عطيف والقرني الأفضل.. ومبخوت الهداف
أحرز اللاعب السعودي عبدالله عطيف لقب أفضل لاعب في البطولة، واستحق عطيف اللقب بعد العروض القوية التي قدمها مع الفريق، وساهم من خلالها في تأهله إلى المباراة النهائية لهذه النسخة، كما أحرز زميله فواز القرني لقب أفضل حارس مرمى، واستحق القرني اللقب بعد العروض القوية التي قدمها مع الفريق، وساهم من خلالها في تأهله إلى المباراة النهائية. وحقق الإماراتي علي مبخوت لقب هداف البطولة، ونال مبخوت اللقب بعدما سجل خمسة أهداف لفريقه رغم خروجه من الدور الأول للبطولة ولم يقترب منه سوى أكرم عفيف وعبدالكريم حسن لاعبا المنتخب القطري برصيد ثلاثة أهداف لكل منهما.
رقم المرعب صامد
رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على اعتزاله اللعب، لايزال رقم مهاجم الأزرق السابق «المرعب» جاسم يعقوب في صدارة أبرز الهدافين في تاريخ بطولات كأس الخليج العربي برصيد 18 هدفا.
وكان من بين أهداف يعقوب ستة أهداف في البطولة الثالثة عام 1974 وتسعة أهداف في البطولة الرابعة عام 1976 ليساهم بقدر هائل في فوز الفريق باللقب في المرتين ورفع رصيده إلى أربعة ألقاب في تاريخ بطولات كأس الخليج.