مبارك الخالدي
أسدل الستار على «خليجي 24» بفوز مستحق لمنتخب البحرين بعد المستويات اللافتة التي قدمها «الأحمر» بقيادة المدرب البرتغالي هيليو سوزا الذي أشعل برامج التحليل الرياضي ومواقع التواصل الاجتماعي بفكره المتطور، بعد أن فاجأ النقاد والمتابعين بعدم الثبات على تشكيلة معينة وخاض كل مباراة في البطولة بقائمة مختلفة، الأمر الذي أثار استغراب الكثيرين. «الأنباء» ناقشت مع المتابعين والمحللين ظاهرة المنتخب البحريني في «خليجي 24» والفكر الذي انتهجه المدرب البرتغالي للمنتخب، فإلى آراء الخبراء في فوز المنتخب البحريني بلقب «خليجي 24»:
الشمري: فكر ناجح
بداية، قال نجم القادسية والأزرق السابق د.عبيد الشمري ان المدرب سوزا نجح في تطبيق فكره الجديد، وهو مدرب صاحب تاريخ مميز ولافت على مستوى بطولات العالم. والأمر الإيجابي أن التجربة انتهت بتحقيق اللقب، وهو ما ساعد على رواج الرؤية الجديدة للمدرب، لكن لو كان منتخب البحرين خسر البطولة ربما وجهت إليه سهام النقد. وأضاف الشمري: اعتمد سوزا على أداء المنظومة بشكل متناغم ومتصاعد ولم يعتمد على لاعب أو اثنين وهذا ما جعل التنافس بين اللاعبين قائما لإثبات جدارتهم بالتواجدفي التشكيلة، إضافة إلى اجادة الجهازين الفني والإداري التعامل مع البطولات المجمعة التي تحتاج لإعداد ذهني وبدني خاص، وهذا ما شاهدناه في بطولة غرب آسيا و«خليجي 24»، ويشير ذلك إلى أن الفكر التدريبي للمدرب ناجح بامتياز. وتابع الشمري: يبقي السؤال الأهم حول قدرة الأحمر البحريني على مواصلة هذا النهج خلال التصفيات المشتركة لكأس العالم وكأس آسيا لأنها المحك الأكبر لتلك الفلسفة.
لطفي: الحظ وراء الفوز
بدوره، قال مدرب فريق نادي النصر لطفي رحيم ان كرة القدم لها أصول وثوابت ولا يمكن تجاوزها، لكن ما حدث مع المدرب سوزا هو أن الطموح والاجتهاد واللياقة البدنية العالية والحظ أيضا عناصر ساهمت في الفوز الثمين بالبطولة بعد 50 عاما من الانتظار.
وأضاف: أعتبر أن ما قام به الجهاز الفني هو ليس بالفكر الجديد أو الرؤية الفنية الجديدة لكنه أراد تجنب الإرهاق والحفاظ على النسق العام للفريق في بطولة مجمعة مرهقة، فلجأ إلى التدوير والتبديل في المراكز التي يحتاجها، والحقيقة انه وفي علم التدريب هناك معطيات خاصة لا يمكن تجاوزها وإجراء التبديل في مراكز ثابتة يحتاج لعامل الخبرة مثل حراسة المرمى ومحور الدفاع ونص الدفاع، لافتا إلى أن تقارب المستوى بين لاعبي البحرين والحالة التنفسية بين اللاعبين خدمت المدرب ليظهر هذا المنتخب بالشكل الرائع خلال الدورة.
العدواني: طريقة مختلفة
هذا، وقال المدرب الوطني ظاهر العدواني إن ما قدمه منتخب البحرين إنجاز بحد ذاته وقف وراءه مجلس إدارة الاتحاد البحريني لكرة القدم الداعم الرئيسي للمدرب، مضيفا: قدم منتخب البحرين طريقة مختلفة وإستراتيجية فنية جديدة وهي عدم الاعتماد على تشكيلة ثابتة، وهذا الأسلوب لا يمكن أن يقدم عليه مدرب دون توافق مسبق مع مجلس إدارة الاتحاد الذي يهدف إلى إعداد اكبر قدر من اللاعبين لخوض كل البطولات، لكن الاتحاد بلا شك قام بدعم الجهاز الفني ومنحه الصلاحيات الكاملة، والنتيجة أن البحرين كسب الرهان مرتين، الأولى كأس «خليجي 24»، والثانية: منتخب رديف لا يقل فاعلية عن المنتخب الأساسي، وهذه نتيجة العمل القائم على الجماعية.
الشطي: ليست مصادفة
من جانبه، قال المدرب ناصر الشطي إنه لم يستغرب ظهور البحرين بهذا الشكل المميز، حيث توقع وصوله الى النهائي بقيادة الخبير المحنك البرتغالي سوزا، مضيفا «من خلال متابعتي لهذا المدرب فهو يمتلك مشروعا عالميا قام بتجربته منذ أن تولى الإشراف على منتخبات البرتغال للناشئين والشباب وبلغ معهم الأدوار النهائية، وكذلك الوصول إلى نهائي كأس أوروبا للشباب، كما أنه وراء اكتشاف عدد من النجوم والمواهب في البرتغال منهم النجمان جواو فيليكس نجم اتلتيكو مدريد وبرناردو سيلفا نجم مان سيتي وغيرهما».
وقال الشطي: بلا شك هي فلسفة ورؤية فنية جديدة للتعامل مع البطولات المجمعة ذات المدى القصير والتي تعتمد على جهوزية الـ 23 لاعبا وفق قاعدة المنظومة الشاملة التي لا تعتمد على لاعب ســوبر بحد ذاته، حيث قام سوزا بدراسة وتحليل هذه البطولات، وخير دليل فوزه في بطولة غرب آســيا قبل أشهر ثم الفوز بـ«خليجي 24».