أقر رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ بـ «شكوك» و«ليال بلا نوم» بسبب التحضيرات المضطربة لاستضافة «أولمبياد طوكيو 2020» الذي ينطلق الجمعة بعد عام من التأخير بسبب تداعيات فيروس كورونا، وسط امتعاض ومعارضة محلية نتيجة استمرار تفشي «كوفيد-19».
وقال باخ خلال اجتماع للجنة الأولمبية الدولية في العاصمة اليابانية قبل أيام معدودة من افتتاح الألعاب، إن القرار غير المسبوق بتأجيل الألعاب من صيف 2020 أثبت أنه أكثر تعقيدا مما كان يعتقد.
وقال باخ «على مدى الأشهر الـ 15 الماضية توجب علينا اتخاذ العديد من القرارات في حالة من عدم اليقين. راودتنا الشكوك كل يوم. تداولنا وتناقشنا. كانت هناك ليال بلا نوم».
وأثار باخ احتجاجات متفرقة خلال زيارته لليابان، حيث أظهر أحدث استطلاع في صحيفة «أساهي شيمبون» أن 55% من الذين شاركوا فيه يعارضون إقامة الألعاب هذا الصيف.
ومع الاقتراب أكثر فأكثر من حفل الافتتاح، قال باخ «يمكننا أن نرى أخيرا نهاية النفق المظلم»، مشددا على أنه «لم يكن الإلغاء خيارا بالنسبة لنا أبدا. اللجنة الأولمبية الدولية لا تتخلى أبدا عن الرياضيين.. لقد فعلنا ذلك من أجل الرياضيين».
وكان باخ يتحدث في جلسة غير اعتيادية للجنة الأولمبية الدولية، حيث احترم المشاركون فيها التباعد الاجتماعي بجلوس كل منهم على مكتب، واضعين الكمامات، فيما تم مسح الميكروفون بعد كل متحدث.
وعكس هذا المشهد ما سيكون عليه الوضع في الألعاب التي ستقام بأغلبها في ملاعب فارغة سيستعاض فيها عن الجمهور بأصوات تشجيعية مسجلة، بدءا من حفل الافتتاح في الملعب الأولمبي الذي يتسع لـ 68 ألف متفرج، لكنه سيكون فارغا الجمعة باستثناء حضور قرابة 1000 مسؤول وشخصية أولمبية، بمن فيهم ممثلو الرعاة.
إلغاء الأولمبياد وارد!
وفي تصريح صادم، قال الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو الصيفي 2020، توشيرو موتو، إنه حتى الآن لا يستبعد إمكانية إلغاء الدورة الأولمبية التي من المقرر أن تنطلق الجمعة المقبل.
وردا على سؤال حول إمكانية إلغاء الدورة، قال موتو إنه سيراقب عن كثب عدد الإصابات بكورونا، وسيجري مشاورات مع المنظمين إذا لزم الأمر.
انسحاب مجموعة من الشركات
وفي شأن متصل، قررت المزيد من الشركات اليابانية عدم إرسال مسؤولين تنفيذيين إلى حفل افتتاح الأولمبياد، بينما تتزايد المخاوف بشأن إقامة دورة الألعاب الأولمبية أثناء فترة تفشي وباء كورونا.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن كبار المسؤولين في شركات «نيبون تلغراف آند تيليفون كورب» و«فوغيتسو ليمتد» و«إن إي سي كورب»، لن يشاركوا في الحدث، لأن المنظمين قرروا إقامة دورة الألعاب الأولمبية بدون متفرجين، وذلك بحسب ما قاله متحدثون باسم شركات التكنولوجيا العملاقة أمس.
ويأتي ذلك بعد يوم من إعلان شركة «تويوتا»، وهي أبرز الجهات الراعية للأولمبياد، أن رئيسها، أكيو تويودا، وأعضاء آخرين في الشركة، لن يحضروا حفل الافتتاح.
وتخضع طوكيو حاليا لحالة الطوارئ حيث تشهد مجددا ارتفاعا في معدلات الإصابة بفيروس كورونا.
إمبراطور اليابان يحضر الافتتاح
هذا، وسيكون إمبراطور اليابان ناروهيتو من بين الحاضرين الجمعة في حفل افتتاح أولمبياد طوكيو المؤجل من الصيف الماضي بسبب فيروس كورونا، وذلك بحسب ما أعلن مكتبه أمس.
لكن مسؤولا في وكالة رعاية القصر الإمبراطوري قال لوكالة فرانس، إن الإمبراطورة ماساكو لن تشارك في الحفل.