أعرب مدرب منتخب البرازيل كارلوس دونغا عن رضاه عن فوز فريقه على كوريا الشمالية بعد ان قدم حسب رأيه «مباراة جيدة، خصوصا في الشوط الثاني»، وكان المنتخب البرازيلي قد حقق فوزا شاقا على نظيره الكوري الشمالي 2-1 في الجولة الاولى من المجموعة السابعة على ملعب «ايليس بارك» في جوهانسبرغ.
وقال دونغا «خاض فريقي مباراة جيدة، خصوصا في الشوط الثاني، لقد افتقدنا الى بعض التفاهم والى السرعة في التمريرات».
وأضاف «أنا راض عن النتيجة، خصوصا انها كانت المباراة الاولى، وكان من الطبيعي ان تكون اعصاب اللاعبين مشدودة بعض الشيء بعد اسابيع من التدريب. بالطبع نريد ان نلعب بطريقة افضل وسنفعل».
وتابع «عندما نلعب ضد منتخب يلعب بطريقة هجومية نجد مساحات اكثر، اما عندما نواجه منتخبا يعتمد أسلوبا دفاعيا بحتا، تصبح المباراة أصعب اكثر ويصبح من الصعب الاعتماد على الهجمات المرتدة، لكن في الشوط الثاني سنحت لنا فرص عدة».
وأشاد دونغا بهدف مايكون غير المعتاد الذي أكد المدرب البرازيلي أنه لم يأت بضربة حظ.
وقال: «إننا نتدرب على التحركات ونعد الكثير من الأشياء خلال التدريبات. هذا هو الهدف الثالث الذي يسجله مايكون بهذه الطريقة. لم يكن الهدف خطأ من الحارس إنها مهارة وقدرات مايكون».
كما أشاد بروبينيو الذي مهد الطريق أمام إيلانو لتسجيل الهدف الثاني، وقال: «يستطيع روبينيو أن يلعب في مراكز عديدة، وأنا سعيد للغاية بتطور مستواه».
«السامبا» عانت
وعانت البرازيل الأمرين في مستهل سعيها الى احراز لقبها العالمي السادس، من اجل تخطي عقبة كوريا الشمالية المتواضعة، بحضور حوالي 50 مشجعا كوريا.
وجد «سيليساو» الباحث عن لقب سادس هذه المرة في القارة الافريقية بعد ان توج بطلا في اوروبا (1958) واميركا الجنوبية (1962) واميركا الشمالية (المكسيك عام 1970 والولايات المتحدة 1994) وآسيا (اليابان وكوريا الجنوبية 2002)، صعوبة كبرى في اختراق دفاع خصمه المنظم خصوصا في الشوط الاول، حيث نجح الكوريون في إغلاق المنافذ اليسرى واليمنى وتكتلوا ايضا في الوسط ليشكلوا سدا منيعا حرم رجال المدرب كارلوس دونغا من الوصول الى مرمى الحارس ري ميونغ دوك.
لكن الوضع تغير في الشوط الثاني عندما نجح ظهير انتر ميلان الايطالي في افتتاح التسجيل في الدقيقة 55، ما مهد الطريق امام ايلانو ليضيف هدفا ثانيا في الدقيقة 72، ما سهل مهمة «سيليساو» في حسم مواجهته مع نظيره الكوري الشمالي الذي نجح في خطف هدف تقليص الفارق في الدقيقة 89 عبر جي يون نام مسجلا الهدف الاول لبلاده في العرس الكروي منذ ان خسرت امام البرتغال في ربع نهائي نسخة 1966 في انجلترا.
ويعود منتخب كوريا الشمالية الى العرس الكروي بعد غياب دام 44 عاما عندما حقق مفاجأة مدوية بوصوله الى ربع النهائي على حساب ايطاليا (1-0) قبل ان يخسر امام البرتغال الموجودة حاليا في المجموعة ذاتها 3-5 في مباراة تقدم خلالها بثلاثية نظيفة، علما انه كان حينها أول منتخب آسيوي يتخطى الدور الأول في العرس الكروي.
ويمكن القول ان المباراة لم تعط فكرة واضحة عن مستوى المنتخب البرازيلي الذي لم يخسر ايا من مبارياته الافتتاحية منذ عام 1934 عندما سقط امام اسبانيا 1-3 وخرج من الدور الاول، وذلك نظرا لاعتماد منافسه على اللعب الدفاعي البحت على امل الخروج بنقطة، وعلى المدرب كارلوس دونغا ان يقنع منتقديه انطلاقا من المباراة الثانية التي ستجمعه بعد 5 ايام مع ساحل العاج التي أجبرت البرتغال على الاكتفاء بالتعادل معها 0-0 اليوم ايضا.
وتمثل البطولة تحديا لدونغا الذي اعتبره كثيرون انه سيشغل هذا المنصب الذي تسلمه عقب نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا خلفا لكارلوس البرتو باريرا لفترة محددة، لكنه خالف التوقعات من خلال نجاحه ببراعة في ثلاث تجارب له مع المنتخب حتى الآن.
ويبحث دونغا عن ان يصبح ثالث مدرب في التاريخ يحرز اللقب لاعبا ومدربا بعد مواطنه ماريو زاغالو (1958 و1970) والقيصر الالماني فرانتس بكنباور (1974 و1990)، علما ان دونغا كان قائدا للمنتخب الذي توج باللقب المرموق عام 1994 في الولايات المتحدة.
وبدأ دونغا اللقاء باشراك لويس فابيانو وحيدا في المقدمة ومن خلفه الثلاثي ايلانو وكاكا وروبينيو، فيما تولى جيلبرتو سيلفا وفيليبي ميلو مهام الوسط الدفاعي في مباراة لجأ خلالها المدرب الكوري الشمالي كيم جونغ هون الى خط خلفي مكون من خمسة مدافعين، فيما لعب المحترفون الثلاثة منذ البداية، ان يونغ هاك (اوميا ارديجا الياباني) في الوسط وجونغ تاي سي (كاواساكي فرونتال الياباني) في المقدمة الى جانب هونج يونغ جو (روستوف الروسي).
مايكون أفضل لاعب في المباراة
فاز البرازيلي مايكون بجائزة أفضل لاعب في المباراة مع كوريا الشمالية. وقدم مايكون عرضا متميزا على مدار الشوطين، كما افتتح أهداف المباراة في الدقيقة 55 باختراق رائع في الدفاع الكوري الشمالي وتسديدة نموذجية خادعة من زاوية صعبة للغاية.
روبينيو: المستوى سيتحسن
أكد المهاجم البرازيلي روبينيو ان منتخب بلاده مازال لديه الكثير ليقدمه بداية من يوم الاثنين المقبل عندما يلتقي مع منتخب ساحل العاج.
وقال روبينيو: «أعتقد أن مستوانا سيتحسن في المباراة الثانية، أنا واثق من هذا الأمر. ويستطيع الناس أن تتوقع منا أداء يتميز بالإرادة القوية وتمثيلا مشرفا لبلادنا».
واعترف بان المباراة مع كوريا الشمالية كانت صعبة على المنتخب البرازيلي ليس بسبب البرودة الشديدة في الستاد، وإنما لأن المنتخب الكوري الشمالي «أحكم دفاعاته بشدة». وقال روبينيو: «ما كنا نريده هو أن نبدأ البطولة بفوز، وحمدا لله أننا نجحنا في تحقيق ذلك».
كاكا: علينا أن نطور مستوانا
اعتبر صانع العاب المنتخب البرازيلي كاكا ان فريقه استخلص أشياء ايجابية من المباراة التي عانى فيها للفوز على كوريا الشمالية.
وقال كاكا الذي قدم أداء مخيبا طوال الدقائق الـ 70 التي شارك فيها قبل ان يستبدل لعدم اكتمال لياقته البدنية بعد إصابة تعرض لها أواخر الموسم «نستطيع ان نستخلص بعض الايجابية من هذه المباراة، لكن علينا ايضا ان نطور مستوانا».
وأضاف «واجهنا صعوبات كبيرة في الشوط الاول نظرا للتكتل الدفاعي الكوري، لقد اغلقوا جميع المساحات بشكل جيد وقاموا بعمل رائع، كما اننا افتقدنا الى السرعة، لكن في النهاية حصدنا 3 نقاط وهذا الاهم». وأوضح «أنا سعيد بمستواي اذا ما اعتبرنا انني اعود من اصابة، نجحنا في تسريع الايقاع في الشوط الثاني فسجلنا هدفين».
اما ايلانو صاحب الهدف الثاني فقال «بالنسبة لي، فإن الاسابيع الثلاثة التحضيرية قبل انطلاق المونديال عادت علي بالنفع بالنسبة الى التأقلم مع اجواء الفريق والاستعداد البدني، انا جاهز لمساعدة المنتخب الوطني». وأوضح «اشعر بالفخر كوني دونت اسمي في سجلات كأس العالم خصوصا ان الهدف جاء في اليوم التالي من احتفالي بعيد ميلادي». وكشف «ارتكبنا بعض الاخطاء في الشوط الاول ونجحنا في تداركها في الثاني. يجب ان نتحلى بالصبر اذا اردنا الفوز باللقب».
البرازيليون يحتفلون على شاطئ كوباكابانا
أقامت الجماهير البرازيلية احتفالات صاخبة بفوز منتخب بلادها الصعب على نظيره الكوري الشمالي على شاطئ كوباكابانا في مدينة ريو دي جانيرو. وشاهد جمهور عريض يقدر بنحو 20 ألف شخص المباراة التي عرضت على شاشة عملاقة تصل مساحتها إلى 120 مترا مربعا على الشاطئ الشهير المطل على المحيط الأطلسي.
وأغلقت البنوك أبوابها مبكرا فيما منحت العديد من الشركات الخاصة يوم عطلة لموظفيها، حيث عادة ما تكون أيام مباريات المنتخب في البرازيل مثل أيام العطلات.
وقال متحدث رسمي باسم مصنع كبير في مدينة ساو باولو: «عندما يلعب المنتخب البرازيلي تكون عقول الموظفين في مكان آخر.. فتكون احتمالات وقوع الحوادث أعلى بينما تكون الانتاجية ضعيفة».
واعترف ريكاردو، سائق سيارة أجرة في ريو دي جانيرو، بأنه كان يفضل أن يحقق المنتخب البرازيلي فوزا أكبر على كوريا الشمالية المتواضع «وليكن 3 -0 أو 4-0 مثل الألمان». ولكنه أضاف: «ولكن لا بأس بهذه النتيجة، فالفوز فوز على أي حال».