- مورينيو يتعرض لانتقادات وضغوطات كثيرة من بداية الموسم
التحول من الدراما إلى الملحمة فقط في أربع دقائق، أمر يعرفه جيدا ريال مدريد في عهد مدربه جوزيه مورينيو، الفريق الذي يتحرك بين الصعود والهبوط مع بداية متقلبة لموسم جديد.
من الصعب الشعور بكل هذا القدر من المشاعر المتناقضة مثلما كان الحال في سانتياغو برنابيو، لكن ذلك هو ريال مدريد، الذي كلما مضى الوقت ازداد تأثره بمدربه المثير للجدل، الرجل الذي لا يقبل حلول الوسط. شهد معقل الفريق الملكي تحولا ملحميا لفريقه ريال مدريد، احتفالا على طريقة اللاعبين لمدربه مورينيو، لاعبين أقصاهم مدربهم سيرخيو راموس ومسعود أوزيل، نجما حل اللغز في الدقيقة الأخيرة كي يبعد شبح الحزن عن نفسه كريستيانو رونالدو، ومشجعين منحوا تحية كبيرة للاعب في الفريق المنافس ديفيد سيلفا. قبل أربع دقائق من نهاية المباراة وبعد الهدف الثاني لمان سيتي الذي تقدم به 2 ـ 1، كان جانبا كبيرا من جماهير ريال مدريد قد بدأوا في الرحيل، قبل أن تتحتم عليهم العودة مهرولين إزاء الفرحة المزدوجة لمن بقوا. ففريقهم حول تأخره إلى انتصار.
تحول ريال مدريد من الصفر إلى القمة، وعبر مورينيو عن شعوره بلقطة جابت العالم اليوم، لمدرب ينزلق على ركبتيه رافعا أصبعه السبابة نحو السماء.
بشكل أو بآخر كانت هي الصورة نفسها التي احتفل بها رونالدو بتسجيل الهدف. الاختلاف كان في أن أحدهما كان يرتدي قميص الفريق، فيما لبس الآخر حلة كاملة ورابطة عنق. فالمباراة ببساطة كانت الأولى في النسخة الجديدة من دوري الأبطال. لكنها بدت أكثر من ذلك، بالنظر إلى رد فعل مورينيو.
لا يوجد شك في أن المدرب البرتغالي يخضع لضغط غير عادي مع البداية الحالية للموسم، التي يتعرض فيها لانتقادات كبيرة.
لذلك، لم يكن مستغربا أن أول ما تحدث به في قاعة الإعلام لم يكن إبراز جهد لاعبيه وإنما التوجه إلى الصحافيين. فعندما سألوه عما فكر به خلال احتفاله بهدف الحسم، رد البرتغالي دون تفكير: «داخل عقلي، رأيت صحافيا، وجهاز كمبيوتر، وزر الحذف، وبدء المقال حول المباراة من جديد، لدي هاكر كان يسيطر على كل شيء». ولا يوجد سبيل لجعل ريال مدريد يشعر بالسعادة الكاملة، ولا حتى في يوم من الإثارة كالثلاثاء. فلم تبد على رونالدو الفرحة المطلقة بهدفه، حيث صرح «أحتفل وقت الاحتفال»، في إشارة إلى الجدل الذي أثير قبل أكثر من أسبوعين عندما لم يحتفل بهدفيه في مرمى غرناطة بالدوري الاسباني، قبل أن يقول عقب ذلك اللقاء إنه يشعر «بالحزن».
وفي تناقض صرف، ازدحمت الصحف الاسبانية اليوم بأسئلة كثيرة حول الفوز الملحمي للفريق الملكي، وكذلك عن الجدل المحيط بعدم مشاركة سيرخيو راموس أساسيا. أجلس مورينيو أبرز مدافعيه والقائد الثاني للفريق على مقاعد البدلاء، في قرار تعاملت معه جميع وسائل الإعلام كعقوبة، رغم تشديد المدرب على العكس.
وبعد الهزيمة في الجولة الماضية أمام إشبيلية، انتقد مورينيو لاعبيه بالقول «إنني لا أملك فريقا»، ورد راموس على مدربه بشكل مباشر عندما اعتبر أن «الوقت لايزال مبكرا» على التصريح بمثل هذا الرأي. وقبل موسمين، أبعد مورينيو كريستيانو بعد تصريحات انتقد فيها طريقة اللعب الدفاعية في مباراة أمام برشلونة.
جلس البرتغالي على مقاعد الاحتياط وخسر الفريق أمام سرقسطة، في هزيمة أفقدته تماما فرصة في المنافسة على لقب الدوري الاسباني في ذلك الحين.
بعد قليل من ذلك، كان الدور على إيكر كاسياس في الجلوس بديلا بعد أحداث توتر بين ريال مدريد وبرشلونة، استدعت تدخل الحارس من أجل إنقاذ العلاقة مع نجوم النادي الكتالوني أمثال تشافي هيرنانديز وكارليس بويول.
هذا هو حال ريال مدريد اليوم، فريق يعيش بين طرفين نقيض: فرحة بانتصار ملحمي، وقلق لصراعات داخلية.