عندما دخل المنتخب الاسباني الأول ارضية ملعب «ارينا بيرنامبوكو» في ريسيفي الاحد الماضي لمواجهة نظيره الاوروغوياني في مستهل مشواره بكأس القارات 2013، كانت الآمال المعقودة عليه مرتفعة جدا وقد نجح «لا فوريا روخا» مرة اخرى في الاختبار وخرج فائزا 2-1، ودخل بطل العالم وأوروبا الى كأس القارات، وهو ليس تحت ضغط الارتقاء الى مستوى التوقعات وحسب، بل ان لاعبيه المخضرمين يواجهون مزاحمة من الشبان ما دفعهم الى مواصلة مستواهم المميز بهدف المحافظة على مركزهم في تشكيلة المدرب فيسنتي دل بوسكي.
وقبل 24 ساعة من بداية مشوار «الكبار» في كأس القارات كان المنتخب الاسباني دون 21 عاما يقدم اداء مذهلا آخر في بطولة أوروبا وذلك بتغلبه على النرويج 3-0 وبلوغه المباراة النهائية حيث سيواجه نظيره الايطالي في اعادة لنهائي كأس أوروبا للكبار الذي خرج منه «لا فوريا روخا» فائزا برباعية نظيفة.وشكك الكثيرون بخيارات دل بوسكي الذي قرر عدم استدعاء لاعبين مثل الحارس دافيد دي خيا وتياغو الكانترا وايسكو الى كأس القارات والابقاء عليهم مع منتخب دون 21 عاما رغم انهم فرضوا انفسهم من العناصر الأساسية في فرقهم وعلى أعلى المستويات.ويرى البعض ان بإمكان منتخب دل بوسكي الاستفادة من ضخ عنصر الشباب فيه بعد الموسم الشاق الذي خاضه لاعبو «لا فوريا روخا» مع فرقهم والمنتخب على حد سواء (تصفيات مونديال 2014 والمباريات الودية) وبعد ان شارك معظمهم في تتويج بلادهم بثلاثية كأس أوروبا 2008 ـ كأس العالم 2010 ـ كأس أوروبا 2012، لكن مشاركة الشبان في بطولات رسمية من الفئة العمرية نفسها التي ينتمون اليها تساعدهم على تحقيق النمو الكروي المطلوب وتحضرهم للانضمام الى المنتخب الأول، وقد أثبت التاريخ الحديث نجاح السياسة المعتمدة من قبل الاسبان، فالنجاح الدولي للاعبين المخضرمين الموجودين حاليا في كأس القارات يعود الى عام 1999 عندما توج الحارس ايكر كاسياس ولاعب الوسط تشافي هرنانديز بكأس العالم للشباب.ومباراة الأحد الماضي كان كاسياس وتشافي «عجوزي» تشكيلة دل بوسكي في المباراة التي خرج منها «لا فوريا روخا» فائزا على الاوروغواي بنتيجة لا تعكس حقا مجريات اللقاء والهيمنة الاسبانية خصوصا في الشوط الأول. لا يمكن القول ان منتخب دل بوسكي منتخب عجوز لانه، وحتى في ظل وجود كاسياس وتشافي في التشكيلة، كان معدل الاعمار في مباراة الأحد 27 عاما فقط، وذلك لأن مدرب ريال مدريد السابق اعتمد منذ وصوله بعد كأس اوروبا 2008 خلفا للويس اراغونيس على الزج بالوجوه الشابة في التشكيلة، مستندا الى النجاحات في البطولات العمرية مثل بطولة أوروبا دون 19 عاما التي فاز الاسبان بنسختيها الأخيرتين، وبطولة أوروبا دون 21 عاما التي فاز بها «لا روخيتا» قبل عامين في الدنمارك وهم يأملون الاحتفاظ بالكأس بعد النهائي امام ايطاليا. ما هو مؤكد ان الاسبان يعتمدون استراتيجية «عدم حرق المراحل»، وأبرز دليل على ذلك ان خمسة من اللاعبين الذين ساهموا في رفع كأس أوروبا دون 21 عاما في 2011 موجودون في التشكيلة التي تخوض البطولة القارية عام 2013، وذلك خلافا للبلدان الأخرى التي سرعان ما تزج باللاعبين الذين يتألقون في البطولات العمرية بالمنتخب الأول دون تحضيرهم نفسيا بالشكل المطلوب ما يؤدي في اغلب الأحيان الى فشلهم تحت وطأة الضغط.