يعاود دوري كرة السلة الأميركي نشاطه الثلاثاء المقبل وسط «أجواء» احتجاجية في مختلف الرياضات الاميركية اعتراضا على ما تشهده البلاد في الآونة الأخيرة من احداث ذات طابع عنصري.
وقبل ايام معدودة على انطلاق الموسم الجديد، امل مفوض رابطة الدوري ادم سيلفر ان يحترم اللاعبون النشيد الوطني.
ويأتي موقف سيلفر بعدما عمد بعض الرياضيين خصوصا في كرة القدم الأميركية الى الركوع وعدم الوقوف خلال عزف النشيد الوطني في خطوة بدأها في 26 اغسطس لاعب سان فرانسيسكو فورتي ناينرز كولين كابيرنيك الذي فسر موقفه قائلا: «لن اكون فخورا بعلم بلدي الذي يضطهد السود».
وتوالت الخطوات المماثلة وطالت لعبة كرة القدم، حيث عبرت النجمة ميغان رابينوي عن دعمها لكابيرنيك، بعدما ركعت ارضا في سبتمبر الماضي رافضة النهوض اثناء عزف النشيد الوطني.
ورفضت رابينوي (31 عاما) الوقوف خلال عزف النشيد الوطني الأميركي، في شكل من اشكال الاحتجاج على التفرقة العنصرية داخل بلادها، قبل مباراة في دوري السيدات بين سياتل وشيكاغو.
وشرحت اللاعبة تصرفها بانه «لفتة بسيطة دعما لكولين كابيرنيك»، الخلاسي البالغ 28 عاما، الذي رفض النهوض ايضا لدى عزف النشيد الوطني احتجاجا على «قمع» السود في الولايات المتحدة.
وتابعت: «كوني مثلية الجنس، اعلم ما يعنيه مشاهدة العلم الأميركي وان ادرك انه لا يحمي جميع الحريات. انها لفتة صغيرة لكني سأواصل القيام بذلك لتحريك الوعي والنقاشات».
ووصلت الوقفات الاحتجاجية الى كرة السلة ايضا وكانت المرة الاولى التي يعتكف فيها فريق بأكمله عن الوقوف خلال عزف النشيد وذلك في 22 سبتمبر خلال مباراة في دوري السيدات حيث ركعت لاعبات انديانا فيفر قبل المباراة ضد فينيكس ميركوري في الأدوار الفاصلة «بلاي اوف».
التركيز على الدور الاجتماعي
وعشية انطلاق دوري الرجال الثلاثاء المقبل، امل سيلفر ان يحترم اللاعبون النشيد الوطني وان يرى لاعبي الفرق الـ30 واقفين خلال عزفه قبل المباريات.
واعترف سيلفر بألا علم له بأي مخططات لدى اللاعبين، مضيفا الجمعة بعد اجتماع لمجلس ادارة رابطة الدوري: «لا اعلم اذا كان اللاعبون يخططون لأمر مماثل. رأيت خلال المباريات التحضيرية بان اللاعبين وقفوا خلال عزف النشيد الوطني وامل ان تبقى الأمور كذلك. انه الشيء الملائم المفترض القيام به». ولم يوجه سيلفر اي تحذير ولم يهدد اللاعبين بأي عواقب في حال قاموا بذلك، واكتفى بالتشديد على الدور الكبير الذي يلعبه دوري كرة السلة للمحترفين في التأثير على المجتمعات، قائلا: «ليست هناك اي منظمة في مجتمعنا في موقع افضل من دوري كرة السلة للمحترفين ولاعبيه من اجل محاولة التأثير على هذه المسائل التي تعاني منها الكثير من مدننا».
وأكد سيلفر ان «الرابطة واللاعبين سيواصلون التعامل مع هذه المسائل والبحث عن الفرص المناسبة من اجل تحقيق الفارق الحقيقي».
ويعتبر دوري كرة السلة افضل منظمة رياضية في الولايات المتحدة من حيث التنوع العرقي، كما ينشط اللاعبون والأندية على صعيد المساهمة الاجتماعية والتوعية، وقد استغل النجوم الكبار ليبرون جيمس (كليفلاند كافالييرز) ودواين وايد (ميامي هيت) وكريس بول (لوس انجيليس كليبرز) وكارميلو انتوني (نيويورك نيكس) حفل جائزة التميز في الأداء الرياضي لهذا العام من اجل حث رفاقهم الرياضيين على ان يكونوا اكثر انخراطا في ترويج التغيير الاجتماعي.
الانخراط ليس محصورا في المسائل الاجتماعية وحسب
ولا ينحصر انخراط لاعبي كرة السلة في المسائل الاجتماعية بل يطول ايضا المواضيع السياسية، وقد كشف ليبرون جيمس مؤخرا انه يدعم مرشحة الحزب الديموقراطي لرئاسة الولايات المتحدة هيلاري كلينتون، ما قد يلعب دورا في ترجيح كفتها في ولاية اوهايو حيث يلعب «الملك» مع فريق كليفلاند كافالييرز بطل الموسم الماضي.
وقال جيمس في مقال نشره موقع «بيزنس اينسايدر»: «انا ادعم هيلاري لانها ستبني على الإرث الذي سيتركه صديقي العزيز الرئيس باراك اوباما. انا اؤمن بما حققه الرئيس اوباما لهذا البلد، وانا اساند التزامها بمواصلة هذا الإرث».
وتطرق جيمس الى طفولته كابن لام عزباء عانى الأمرين في اكرون، مسقط رأسه في ولاية اوهايو التي عاد اليها عام 2014 للدفاع عن الوان فريق بداياته كليفلاند الذي جاء به الى الدوري عام 2003.
ورأى جيمس «ان شخصا واحدا مرشحا يفهم حقا المعاناة التي يختبرها طفل ولد فقيرا في اكرون. عندما افكر بنوع السياسات والأفكار التي يحتاجها الأطفال في مجتمعنا من حكومتنا، فالخيار واضح. هذا المرشح هو هيلاري كلينتون».
وأشاد جيمس، الفائز بلقب الدوري ثلاث مرات (2012 و2013 مع ميامي هيت و2016 مع كليفلاند كافالييرز)، برسالة الوحدة التي اطلقتها كلينتون خصوصا بعد الأحداث الدامية التي شهدتها البلاد مؤخرا على خلفية مقتل شبان سود على ايدي رجال الشرطة.
وقال: «لا اعرف كل شيء حول كيفية وضع حد نهائي لأعمال العنف لكني اعلم اننا بحاجة الى رئيس يجعلنا متعاضدين ويبقينا موحدين. السياسات والأفكار التي تجعلنا منقسمين ليست هي الحل. يجب ان نتعاضد جميعنا بغض النظر عن مسألة من اين نحن او ما هو لون بشرتنا. وهيلاري تروج لرسالة امل ووحدة وهذا ما نحتاج اليه».
ويأتي الموقف السياسي لجيمس في اليوم الذي زارت فيه كلينتون كنيسة للسود في مدينة تشارلوت (جنوب شرق الولايات المتحدة) التي شهدت تظاهرات وحوادث بعد مقتل رجل أسود برصاص الشرطة.
وأثار مقتل كيث لامونت سكوت صدمة كبيرة في هذه المدينة بولاية كارولاينا الشمالية، وتحول الى موضوع جدل أساسي مع دنو موعد الاستحقاق الرئاسي في الثامن من نوفمبر المقبل.
وخلال حملتها الانتخابية نددت كلينتون بواقع «يشعر فيه الكثير من السود بأن حياتهم لا قيمة لها»، وعبرت عن تضامنها مع السود الذين يقولون ان الشرطة تعاملهم بعنف.
ومن دون أن تسمي خصمها الجمهوري دونالد ترامب، نددت كلينتون في تشارلوت «بالذين يستغلون مخاوف الناس من اجل تمزيق بلادنا أكثر فأكثر. هؤلاء يقولون ان مشكلاتنا ستحل بسهولة من خلال فرض مزيد من (إجراءات) النظام العام، كما لو أن العنصرية لم تكن موجودة في بلادنا».