يحيى حميدان
يبدو أن الحال الذي وصل إليه لاعب منتخب البرازيل فيليب كوتينيو بات مؤسفا ولا يليق بلاعب يعتبر «الأغلى في تاريخ نادي برشلونة» بعدما انتقل إلى صفوفه في يناير 2018 مقابل 120 مليون يورو بخلاف الحوافز المالية الأخرى، إلا أنه أصبح في الوقت الحالي لاعبا منبوذا من قبل جماهير العملاق الكاتالوني ونال الكثير من صافرات الاستهجان خلال مباريات الموسم الماضي.
ويعكس وضع كوتينيو حال صفقات «البارسا» في المجمل العام خلال السنوات الخمسة الأخيرة، إذ دفعت الإدارة الكاتالونية أموالا طائلة لاستقطاب عدد كبير من اللاعبين، بيد أن الكثير منهم لم يقدم الإضافة المرجوة، ويكفي التذكير بأن برشلونة تعاقد مع 26 لاعبا في الفترة المذكورة، وبات 15 منهم خارج أسوار «الكامب نو» حاليا.
وتعتبر الإدارة الكاتالونية من أسوأ الإدارات في استقطاب اللاعبين الذين يحتاجهم بالمقابل المالي المعقول، إذ أنها لجأت لدفع الشرط الجزائي للعديد من اللاعبين.
وعلى خلاف حماس كوتينيو الكبير في اللعب مع العملاق الكاتالوني وذرفه الدموع في إحدى مباريات المنتخب البرازيلي للتعبير عن رغبته الجامحة في الانتقال الى برشلونة واللعب جنبا الى جنب مع ميسي وسواريز وبيكيه وتير شتيغن وبوسكيتس، بيد أن صاحب الـ 27 عاما، والذي لعب في 55 مباراة مع المنتخب البرازيلي وسجل خلالها 16 هدفا، كان حملا وديعا في مباريات الفريق وابتعد عن طريق النجومية الذي كان عليه حاله مع فريقه السابق ليفربول.
والآن، أصبح كوتينيو مثل «كرة النار» التي تقذفها الإدارة الكاتالونية على الأندية الاخرى وفشلت كل محاولات تسويقه للفرق الكبيرة في انجلترا، حتى أن مدرب ناديه السابق ليفربول، يورغن كلوب، أغلق باب العودة نهائيا في وجه فيليب، والذي يتم عرضه حاليا على إدارة باريس سان جيرمان، بالإضافة الى مبلغ 100 مليون يورو مقابل استعادة النجم البرازيلي نيمار جونيور، وهو أمر لا يحبذه الكثير من نجوم «الساحرة المستديرة» لأنه يقلل من إمكانياتهم، والادهى أن النادي الباريسي لا يريد كوتينيو.
لاعب كرة القدم بحاجة للذكاء في بعض قراراته، وكوتينيو لم يستمع لنصيحة كلوب قبل أيام من مغادرة «الريدز»، حينما قال له: «ابق هنا وسيتم بناء تمثال لك».. وفي اللهجة الكويتية نقول: «اللي ما يطيع يضيع»!