هادي العنزي
يعتبر ليونيل ميسي (1987) أفضل لاعب كرة في العالم حاليا، ويراه كثيرون الأفضل على الإطلاق، حاز المجد من طرفيه مع برشلونة، وتجرع أصناف المرارة مع الأرجنتين منتخب بلاده، تحمل كامل المسؤولية بعد رحيل «الرسام» اندرياس انييستا ابريل 2018 ومن قبله تشافي هرنانديز في مايو 2015 رفيقي الطفولة والصبا وأعلى درجات النجاح وعنفوانه. 10 ألقاب للدوري مع برشلونة وضعته في منزلة رفيعة كأول لاعب في الفريق الكتالوني العريق يحظى بهذا الشرف الرفيع، وتسجيل أكثر من 600 هدف تؤكد القدرات الفنية الفريدة التي يتمتع بها النجم العالمي، والتي دائما ما تؤكدها الجوائز المرموقة التي اعتاد على الحضور الدائم في قائمتها المختصرة.
التحديات شغف «البرغوث» الأول، والتغلب على الخصوم مهمته الأولى، أما الكيفية في تحقيق الغايتين فهو السر الذي لا يكشفه ملك «كامب نو» إلا ساعة المواجهة، لمزيد من الإثارة ولإيصال المتعة الكروية إلى أقصى درجاتها ودائما ما كان متفردا وعلى الموعد.
يتجدد الخصوم في كل موسم، البرتغالي كرستيانو رونالدو (1985) حضر لمواسم عدة، على الجهة الأخرى في النادي الملكي، واليوم ينتظره مبارز جديد اقل عمرا وأكثر حماسة في ريال مدريد البلجيكي إدين هازارد (1991).
الأولوية دائما للفوز بالدوري الاسباني لكرة القدم، لكن الفوز بدوري الأبطال وتعويض الإخفاق المزدوج في الموسمين الماضيين على يدي روما وليفربول تواليا، وحده كفيل بإشباع نهم ميسي الكروي الذي لا حدود له.
جميعنا يطارد أحلام طفولته، لكننا في مرحلة ما نتوقف عن ملاحقتها لصعوبتها أو لتقدمنا في العمر بعدما تجرفنا الحياة إلى مآربها التي لا تنتهي.. لكن البلجيكي إدين هازارد تمسك بأحلامه وانتظرها 27 عاما، ليعلن على الملأ أن الوقت قد حان لتحقيقها، وفي اللحظة الحاسمة وبعدما وضع في خزائن ناديه الانجليزي تشيلسي كأس «يوروبا ليغ» وفي قمة الفرح أعلن الرحيل.
ريال مدريد في هذه الأيام لا يعيش أفضل حالاته، ولا يزال يعاني قسوة فراق «الدون» رونالدو، ويعول على الموهبة البلجيكية هازارد، و«الملكي» لا تعنيه المراتب الأخرى إن لم يكن في قمتها، هكذا كان وهكذا سيبقى، ودوري الأبطال - حلم الآخرين - لا يسبق أولوية الدوري الأسباني.
كتيبة ريال مدريد عامرة باللاعبين ذوي الطراز الرفيع، ويكفيك حضورا بهيا للثلاثي لوكا مودريتش (1985) وكارلوس كاساميرو (1992) وتوني كروس (1990) في وسط الملعب لتعرف القيمة الفنية للنادي الملكي، لكنهم يحتاجون القائد والملهم الذي يأخذ بيدهم إلى القمة مجددا.
أما اتلتيكو مدريد فاعتمد على مدربه الارجنتيني دييغو سيميوني (1970) في كل شيء خلال المواسم الثمانية الماضية، وأعطاه الثقة في فبراير الماضي للاستمرار في قيادة «الروخي بلانكوس» حتى 2022، ويمتاز سيميوني بالانضباط التكتيكي الصارم والاعتماد على الصلابة الدفاعية لحماية مرماه والهجمات الخاطفة بتهديد مرمى خصومه، وقد أوكل المهمة لأحد أكثر اللاعبين إثارة للجدل دييجو كوستا (1988).
سيميوني لم يكن بخيلا هذا الموسم، وإدارة الاتلتيكو لم ترفع يدها عن دعمه، طلب المال الكثير ففتحت له خزائن النادي المدريدي على مصراعيها ليجلب 10 لاعبين في صيف ملتهب بتعاقداته، الفارو موراتا وكيران تربيير وموهبة البرتغال الجديدة جواو فيلكس وإيفان سابونيتش أبرز التعاقدات، وسيبقى المشاغب كوستا هو الاختيار الأول في خط الهجوم.