عبدالعزيز جاسم
مازالت اذهان جماهير كرة القدم مليئة باللحظات المثيرة في عالم الساحرة المستديرة، ما بين لحظات الفرح التي ينعم بها المشجعون واوقات الحزن التي يصابون بها ، فكل منهم يبقي في ذاكرته جزءًا لا يمكن ان يمحى مما يطلق عليها "اللحظات المجنونة " في المباريات التي يتابعها . وفي هذه الزاوية نحاول نحن في «الانباء» ان نعيد معكم شريط الذكريات للمباريات الخالدة في اذهان الجماهير سواء كانت محلية للاندية او منتخبنا الوطني او كانت مباريات عالمية .
لو سألت أي متابع رياضي أو أي شخص ليس له علاقة في الكرة ولكنه يعشق الأزرق: من هو بشار؟ لأجاب على الفور: «بشار اللي سجل على قطر»، ومن هنا بدأ عهد جديد لكرة الازرق مع بشار عبدالله ذلك اللاعب الشاب في نادي السالمية والذي ضمه مدرب منتخبنا الوطني التشيكي ميلان ماتشالا الى صفوف الأزرق قبل «خليجي 13» في عمان مع نجوم الكرة في ذلك الوقت ما اثار الدهشة لدى العديد من المتابعين لكن هذا الولد الشقي أثبت ان الداهية ماتشالا على حق عندما زج به كبديل في اقسى وأصعب مباراة بالبطولة أمام قطر بعد ان كان الازرق بحاجة الى الفوز ولا شيء غيره امام العنابي الذي لم يخسر اي مباراة في البطولة وتعادل فقط مع السعودية ويدخل المباراة برصيد 10 نقاط بينما يدخل الازرق ولديه 9 نقاط من 3 انتصارات وخسارة من الامارات 1-2.
وكعادته لم يغير ماتشالا في اسلوبه ودخل المباراة بطريقة 3-5-2 بغرض تسجيل هدف مبكر لكن اغلاق دفاع قطر ووسطه للمنطقة ومن خلفهم الحارس المتميز يونس أحمد الذي حصل على لقب أفضل حارس وقتها بالبطولة سد جميع الطرق المؤدية للمرمى حتى تسديدة خالد الداود ردتها العارضة لينتهي الشوط الاول بالتعاون السلبي ويزداد الضغط على لاعبي منتخبنا وتزداد المرارة بعد خسارة الازرق لاخراج عبدالعزيز الهندي وادخال وائل سليمان بدلا منه لكن جاءت لحظة المفاجأة وفي الدقيقة 64 يقوم ماتشالا بتغيير ادهش جماهير الكويت وقطر معا بل جميع من تابع المباراة وهو اخراج افضل لاعب بالبطولة عبدالله وبران وادخال لاعب شاب اسمه بشار فجاء بالبشارة بعد 4 دقائق من لحظة دخوله بعد ان جاء من خلف المدافعين ووضع الكرة مخادعة على يمين يونس احمد ولم يكتف بذلك بل مرر كرة هدف الامان الثاني الى حمد الصالح بعد مرور 7 دقائق على الهدف الاول ليثبت ماتشالا للجميع ان اختياره لم يأت من فراغ ليظهر لنا نجما اصبحت شهرته لا تقل عن المرعب جاسم يعقوب و«الملك» فيصل الدخيل وكاد الازرق في هذه المباراة يكرر خطأ المباراة بعد ان تمكن محمد سالم العنزي من تقليص النتيجة لكن استبسال جميع اللاعبين ودخول محمد بنيان بدلا من حمد الصالح حافظ على بقاء النتيجة ليحفر بشار اسمه من ذهب ويكون وراء تحقيق أول لقب للكويت بعد الغزو الغاشم ويضع الازرق اسمه على كأس الخليج للمرة الثامنة في تاريخه.
ومن اجمل لقطات هذه المباراة هي الرقابة اللصيقة ليوسف الدوخي لنجم قطر في ذلك الوقت محمود صوفي الذي قام بضرب الدوخي متعمدا لكن الحكم تغاضى عن طرده.
مثل الازرق في هذه المباراة: خالد الفضلي ويوسف الدوخي وعبدالعزيز الهندي (وائل سليمان) اسامة حسين وعصام سكين وأيمن الحسيني وفواز بخيت وعبدالله وبران (بشار عبدالله) وبدر حجي وحمد الصالح (محمد بنيان) وخالد الداود.
الحدث : المباراة الختامية لـ «خليجي 13»
الزمان : الاثنين 28 أكتوبر 1996
الحكم : الإماراتي سعيد عبدالله
المكان : مجمع السلطان قابوس في عمان
النتيجة: 2-1 للأزرق