توليفات من الأقمشة وورق الجدران توضح مدى تأثير كل منهما على الآخر، اللون مصدر الحياة في الديكور.
الإنسان منذ ان اتصل بالطبيعة اتصالا واعيا حاول تقليد جمالها فاكتشف الألوان ورسم بها مظهر حياته على جدران كهوفه وزيّن بها مقابره، بل وصنفها كعناصر وظيفية في طقوس عباداته.
لا أحد يدري كيف كانت الطبيعة عندما كانت كرتنا الأرضية مجرد سديم، لكن الأكيد ان الله قد خلق الحياة «ملونة» لأنه جميل يحب الجمال ويحب الإنسان.
فاللون عنصر وظيفي وجمالي عبر جميع الحضارات ولمختلف طبقات الناس، فهنا وبعددنا هذا نستطيع ان نرى مدى ترابط الإنسان بالألوان الترابية وكيف له ان يعكس مداها على حياته من حيث الحوائط والأسقف والأرضيات.
تعتبر الأقمشة من أهم العناصر التي يرتبط بها الإنسان ارتباطا مباشرا لأنه يستخدمها لملابسه وسترته قبل ان تكون لمسكنه.
فاللون ما هو إلا ضوء منعكس، فلكل لون خصائصه المميزة ووظيفة ايحائية خاصة، وهو ينقسم الى نوعين: الألوان الدافئة والألوان الباردة التي تؤثر مباشرة على التركيبة النفسية للإنسان، حينها يميل اليها فيكون الارتباط بالأقمشة الملونة أمرا ضرورياً، كما ان كل الألوان التي نراها هي في الحقيقة ثلاثة ألوان أصلية (الأصفر، الأزرق، الأحمر) وبمزج أي لونين منهما بنسب متساوية فإننا نحصل على الألوان الثانوية الثلاثة الأخرى وهي «البرتقالي» مزيج الأحمر والأصفر، «الأخضر» مزيج الأصفر والأزرق، و«البنفسجي» مزيج الأزرق والأحمر.
وبالنسبة للون الفضي بدرجاته الرمادية يعتبر البعض انه يبعث على الطمأنينة اذا استخدم بطرق صحيحة توازن الفكرة بالديكور، لذلك يسعى الكثير منا الى الخوض في عالم الاكسسوارات الفضية دون الذهبية ليتماشى ذلك مع بقية المعطيات المرتبطة بذلك مثل:
- 1 ـ مسكات الأبواب والفصالات الداخلية.
- 2 ـ الدرابزين ان كان من مادة الالمنيوم أو (الستيل) أو الحديد.
- 3 ـ اكسسوارات الكهرباء (البلاكات) أو مفاتيح الكهرباء والإضاءة.. إلخ، لأنه لون بارد وأنيق ويفضله الكثير منا لذلك فإنه لون يقبل القسمة على الكثير من الألوان الأخرى سواء كانت نارية أو ترابية خاصة ان كانت جميع نتائجه موفقة وتعطي نتيجة مرضية، لذلك اسع عزيزي القارئ وراء تلك المعطيات الشخصية التي تبدو دائما بمثابة النصيحة الصائبة.
ورغم ان الأسود هو غياب لأي لون، فهو لا يقل أهمية في الديكور عن الأبيض، اذ يمكن استعماله في إضفاء لمسة من التباين المطلوب في بعض الأماكن.
اما الرمادي فهو موضة صارخة خاصة في السنوات الأخيرة وقد انتشر انتشارا واسعا لاتسامه بدرجة كبيرة من الأناقة، وفيما يعتبره الكثيرون لونا كئيبا يعتبره البعض الآخر لونا رائعا وراقيا ان احسن استعماله، خاصة اذا مزج اللـون الرمادي بألوان نارية صارخة اخرى كالأحمر أو الوردي لأنهما اذا ما مزجا مع الأسود أو الأبيض أو حتى الرمادي فإن ذلك يبعث على السعادة والراحة، لذلك فإن معظم استخدام هذا المزيج من الألوان يكون في غرف النوم لإضفاء الدفء على غرفة تفتقر الى أشعة الشمس.اما اللون الأبيض فهو نتيجة مزج الألوان الأصلية الثلاثة وهي منعكسة، بينما الأسود فهو نتيجة غياب اللون تماما.
عندما يمزج الأبيض مع أحد الألوان فإننا نحصل على لون خفيف أو على نفس اللون بدرجة أفتح، اما عندما نمزج اللون الأسود بأحد الألوان فإننا نحصل على درجة قاتمة (غامقة) من ذلك اللون، حيث تنقسم الألوان الى ألوان باردة وألوان دافئة وتشمل الألوان الدافئة كل درجات الأحمر والبرتقالي والأصفر، بينما تشمل الألوان الباردة كل درجات الأزرق والبنفسجي ومع ادخال الأبيض أو الأسود بنسب متفاوتة الى أحد هذه الألوان فإننا نحصل على عدد لا يحصى من الدرجات اللونية.
ولا ننسى بأن اللون (البيج) هو سيد الألوان، والذي يؤثر تأثيرا مباشرا في المزاج والتركيبة النفسية بطريقة (إيجابية).