يتمتع اللون كأداة أساسية في الديكور كبطاقة كثيفة نابعة من قدرته على تغيير مظهر الغرفة أو المكان، أو حتى الشعور الذي توحي به، حيث يمكن للون ان يؤثر تأثيرا مباشرا على هندسة البيت أو الغرفة بطرق عدة. لذلك سنتطرق في عددنا هذا إلى العوامل الأخرى المصاحبة للون والتي قد تؤثر أيضا على أجواء المكان كالأقمشة واللوحات والاكسسوارات القادرة على إبراز التفاصيل الجميلة من ناحية وتعريف أي نقص في الخصوصية الديكورية الداخلية أو المعمارية الخارجية من ناحية أخرى، قد يعتبر البعض أن موضوع اللوحة أيضا قادر على ابراز تفاصيل المكان الجميلة أو إخفاء التفاصيل، أو الأخطاء غير المرغوب فيها بالمكان نفسه خاصة من ناحية تضخيم حجم الغرفة أو تقليصها عندما يكون المخطط اللوني الذي نختاره هو العنصر الوحيد الأكثر أهمية في تحديد جوها. فقد نرى بهذه الصورة كمية العناصر المنقوشة التي تساهم في تضليل العين عن عيوب غير مرغوب فيها وذلك بوجود المخطط اللوني الأكثر أهمية وهو اللون الأصفر الغامق المائل الى لون الخردل، فقد يكون اللون في بعض الأحيان ضحية في هندسة أو تركيبة ديكورية خاطئة، لأن اللون الأصفر قد يبرز جمال الأشياء دائما إذا وظف بطريقة صحيحة، حيث يعيد تشكيل حدود البناء بتغيير الطريقة التي يتم بها إدراك أبعاده، لذلك لا تكره لونا معينا وبمجرد التفكير فيه، لأنه يذكرك بأشياء وأماكن كانت ضحية أخطاء ديكورية.
تذكر دائما بأن استخدام الألوان ومزجها بعضها بالبعض، قد يجعل المكان قادرا على خلق الإبداعات كما ان للون قدرة على ابراز العناصر المعمارية المتميزة داخل البيت، وخلق هندسة جديدة تعتمد على تجاور التدرجات اللونية، فتذكر عزيزي القارئ أن لكل تدرج لوني مكون خاص يضفي طابعه على الغرفة التي يستعمل فيها، فيؤثر فيها بدرجات متفاوتة، فهل نحن نستطيع ان نجعل لأي مكان شخصية خاصة به؟
ولكل غرفة في بيوتنا اسم يطلق عليها مخاطبا لونها السائد (نعم)، نستطيع فعل ذلك بالألوان وتدرجها اللوني ومدى تأثير الإضاءة عليها.
بالنسبة لاختياراتك للزخارف والمنقوشات والحفر على الأخشاب، فالأمر يتطلب ثقة أكثر بالنفس تساعد في عملية الاختيارات ولكنها ليست أساسية، فالسر في الجمع بين عدة زخارف بشكل موفق يكمن في إيجاد قاسم مشترك بينها، وأفضل قاسم مشترك يمكنك الاعتماد عليه هو اللون، فبمجرد ان تجد تناغما بين الألوان فهذا يجعلك تجمع بينها دون تردد وهذا أيضا ينطبق على كل معطيات التأثيث كالطابع المتبع والطراز أو حتى الروح المتبعة للمكان.
من خلال اللون يمكننا ابراز العناصر التي نحب ان نظهرها في ديكوراتنا، وما يستوجب علينا التركيز به، لذلك كانت الورود الحمراء هي الأكثر جاذبية من بقية الألوان داخل البيت مثلها مثل السجادة الحمراء – اللوحة الحمراء – المفارش الحمراء – الكوشايات الحمراء على الأريكة، هكذا كان يصف مصمم الديكورات الداخلية اللون الأحمر، لذلك ذكرنا سلفا أن الألوان النارية أو الصاخبة هي الألوان التي تتمتع بقدرة على ابراز التفاصيل الجميلة وانجذاب النظر اليها. أو تعويضا عن أي نقص في الخصوصية الديكورية والذوقية أو اخفاء الأشياء غير المرغوب فيها، لذلك عليك عزيزي القارئ التمتع بتلك الخدعة الديكورية البسيطة كأداة أساسية قادرة على تغيير مظهر الغرفة أو المكان الى نحو إيجابي خاصة ما إذا كان ذلك يؤثر على هندسة الغرفة بطرق عدة.
انتشرت الألوان النارية بدرجاتها في تصاميم الديكور الداخلية في نهاية القرن الثامن عشر، وذلك لم يقتصر على اختيارات ألوان الستائر والأقمشة على المفروشات فحسب ولم تكن تترك المشغولات والقطع الخشبية على طبيعتها بل كانت تدهن بلون من اختيارات مصمم الديكور الداخلي كالأحمر الغامق أو الفاتح الوردي والخوخي كما يسميه البعض.
ان عملية اختيار الألوان عادة ما تكون سهلة ومعقدة في آن واحد ما لم نعرف قوانينها، لذلك لم يعد اختيار الألوان أمرا صعبا مع التشكيلة الواسعة التي أصبحت متوافرة في الأسواق وخاصة متاجر الأقمشة المتنوعة التي تناسب مختلف الأذواق.
عزيزي القارئ لا ينبغي ان تتأثر باختيار الآخرين، لأن اللون المفضل هو اللون الذي يميل إليه ذوقك الخاص، ويعكس شخصيتك فأنت من سيتعايش مع هذا الاختيار ويتمتع به وليس غيرك.