إدمان النيكوتين
يصل النيكوتين الى مخ المدخن في غضون 7 - 10 ثوان من إشعال السيجارة، وهذه سرعة فائقة تعادل ضعفي السرعة التي تصل بها المخدرات، وثلاثة اضعاف السرعة التي يصل بها الكحول الى مخ الانسان.
ولا يكاد النيكوتين يصل الى المخ حتى يحدث اثارا تشبه اثار الادرينالين والاستيلكولين، والأول هرمون بينما الثاني موصل اعصابي قوي من شأنه ان يحرض جهاز الانذار في مخ الانسان وهكذا يصبح المدخن، لدى وصول النيكوتين الى مخه اكثر يقظة وحضورا ذهنيا، ولربما اسرع بالتفكير ايضا، ولعله يصبح اهدأ بالا تبعا لما يفرزه النيكوتين من مادة مخدرة طبيعية تعرف باسم الاندروفين.
ويمضي المدخن في تدخينه ويتزايد النيكوتين في الدم، فيزداد الوجه شحوبا ويتضاعف خفقان القلب ويرتفع ضغط الدم، ويترتب على ذلك ضيق في الاوعية الدموية، وضعف في الدورة الدموية على الاخص، لاسيما في الاطراف، التي لا تلبث ان تشعر ببعض البرودة، ويتسبب ذلك في ارتخاء العضلات، والحد من شهية الطعام.
ويخزن جسم المدخن النيكوتين في دمه، ويواصل المدخن تدخينه مكرها، ان لم يكن راغبا، وذلك لكي يحافظ على كمية النيكوتين في الدم، ويضمن بقاءها ثابتة غير منقوصة، وقد دلت التجارب على ان 300 - 400 (شفطة) تدخين يوميا تمثل الحد الأدنى الذي لا غنى عنه للإبقاء على محتويات النيكوتين في الدم، وهذه (الشفطات) هي الي تتحكم في مزاج المدخن وأدائه، وهذا هو سر الادمان على النيكوتين.
من كتاب: كنز العلوم ـ مجدي سيد عبدالعزيز