جان باتيست جرينوي.. أغرب سفاح نساء في التاريخ
هو سفاح من نوع خاص جدا، ما كان يفعله لم يسبقه إليه احد من سفاحي التاريخ القديم والحديث. شخصيته كانت في غاية الغرابة. دوافعه كانت كشخصيته في غاية الغرابة ايضا.
أما جرائمه فلايزال العالم يتذكرها باعتبارها الأغرب في تاريخ الجريمة لدرجة انها اكثر الجرائم التي تحولت لأعمال ادبية وسينمائية عالمية.
هذا السفاح لم يكن يقتل النساء من اجل المتعة ولم يكن يبحث عن اللذة كغيره من المجرمين، وإنما ويا للغرابة كان يقتلهن من اجل فكرة مجنونة من بنات افكار ابليس.
لم يكن الدافع وراء القتل لدى الفرنسي سفاح النساء الأغرب والأشهر جان باتيست جرينوي سوى جمع روائح اجسام النساء لتجميع عطر بشري لم يبلغه احد من قبل.
قصة جان باتيست جرينوي هي قصة مجرم غير تقليدي، رجل غريب الاطوار ينتمي الى اكثر المخلوقات البشرية شذوذا وغرابة جنونية، عرفها العالم، وعرفتها مدينة «جرنوبل» تلك المدينة التي سكنها الوحش قاتل النساء والذي اودى بحياة خمس وعشرين امرأة وفتاة كان هو ذاك الرجل الذي ازهق ارواحهن.
لم يكن تركيز جرينوي في ذبحه لضحاياه إلا للحصول على عطر لكائن حي كرائحة نفاذة في الازهار والورود فقط وإنما في تلك - من وجهة نظره - الأكثر عبقا والتي يفرزها جسم آدمي لا يماثل عطره اي جسد آخر.
وكان يبحث في ضحيته عن تفاصيل أنثوية قابعة في ركن ما ليتحين الفرصة وينقض على الضحية في غفلة من سكان المدينة وينتزع من جثتها العطر ويسكبه خاما في انفه العجيب، حتى تحين الفرصة لاستخراجه وتركيبه ليصبح عطرا فريدا يباع في قنينة نادرة لا يماثلها شيء.
جرينوي المفتون بالروائح حد القتل، الذي ولدته امه في حي فرنسي مسكون بأبشع انواع الروائح على الاطلاق، على الرغم من ولادته في تلك الاجواء الا انه كان بلا رائحة، حتى ان المرضعات اللاتي عهد به إليهن لإرضاعه تشاءمن منه ورفضته اكثر من واحدة لتقبله اخرى لا تمثل لها الحياة شيئا، ووجود طفل مشؤوم في حضرة المكان لا يقدم ولا يؤخر، ليكبر جان بقدرته الشمية التي ساعدته على القيام بأعمال خارقة.
ولأنه كان الأقدر على شم ادق التفاصيل في جميع المخلوقات على الأرض فإن كل الروائح المصنعة من افضل انواع الزهور لم ترض نهمه، وظل ذلك العطر الأنثوي الغامض هو هاجسه، ليصل اليه في النهاية بعد سلسلة من الاحداث العجيبة التي لعبت حاسة الشم الدور الاكبر فيها.
وينجح جرينوي في استخلاص عطر يستطيع من خلاله توجيه مشاعر الناس وفق ما يريد وهذا ما جعلهم يتعاطفون معه، بعد ان نصبوا المشنقة لقتله، وهو المجرم الذي فتك بجميلات المدينة بحثا عن عطره المنشود.
من كتاب: أغرب الشخصيات في التاريخ ـ رمزي المنياوي