الحمامات التركية
الحمامات التركية هي احدى المظاهر المعبرة عن اسلوب الحياة التركي، وهي تحتل مكانة مهمة في الحياة اليومية التركية، وكذلك في التاريخ التركي، نظرا لتأكيد وتركيز الاسلام على النظافة، وبنيت الحمامات العامة في كل مكان منذ العصور الوسطى، وحافظت على اهمية معمارية وتاريخية، والطريقة التركية للاغتسال المتبعة في الحمام صحية ومنعشة للغاية، لذلك لا تنس زيارة الحمام لأنك لن تندم على ذلك.
عندما وصل الاتراك الى الاناضول جلبوا معهم تقليدا واحدا للاستحمام وجوبهوا بتقليد آخر كان سائدا عند الرومان والبيزنطيين مع بعض التغييرات المحلية التي اجريت عليه، اندمج التقليدان، ومع اضافة حرص المسلمين على النظافة واحترام ما يتطلبه ذلك من استخدام المياه انبثق مفهوم جديد تماما للحمام التركي، ومع مرور الوقت اصبح الحمام التركي مؤسسة قائمة بحد ذاتها لها نظامها القائم على عادات متأصلة.
ولأن الحمام التركي اكثر بكثير من مجرد مكان لتنظيف البشرة بالنسبة للاتراك، فقد كان مرتبطا بشكل وثيق بالحياة اليومية، فهو مكان يقصده الناس بحرية من كل مرتبة ومنزلة، كبارا وصغارا، اغنياء وفقراء، من اهل المدينة ومن اهل القرى، كما ان النساء يرتدن الحمام مثلما يرتاده الرجال، ولكن بكل تأكيد في اوقات مختلفة.
وبالنسبة للاشخاص كان الحمام مكانا مألوفا بدءا من الاسابيع الاولى لحياة الفرد وصولا الى نهايتها، حيث كان الناس ـ ولا يزالون الى الآن في بعض البلدات ـ يحتفلون بابتهاج في الحمام بالمناسبات المهمة في مختلف مراحل العمر، وكأمثلة على ذلك الاحتفال ببلوغ الطفل يومه الاربعين، وحمام العروس الذي يكتمل مع الطعام وعزف الموسيقى، وحمام الاقرار (ويتطلب هذا الاخير بعض التفسير لأنه مرتبط بعادة شائعة في الاناضول عندما يقطع الشخص وعدا او يوجب على نفسه نذرا مشروطا بتحقيق امنية ما مهمة، هذا ويرتب الشخص الذي يوفي بنذره هذا الاحتفال في الحمام ويتكفل بمصاريفه ويكون متاحا للجميع).
من كتاب: أغرب عادات الشعوب ـ اختيار وترجمة: علا ديوب