طرائف وغرائب لغوية
٭ يقولون: غارت المرأة على زوجها فهي غيورة، وشكرت من علمها مبادئ الدين فهي شكورة: وكلا التعبيرين خطأ.
والصواب أن يقال: هي غيور.. وشكور.. وخجول.. وصبور بدون هاء التأنيث، لأن صيغة فعول تستعمل للمذكر والمؤنث فيقال: مديرة المدرسة دءوب.
٭ يقولون: الحمد لله الذي انتصر جيشنا على الأعداء.. والحمد لله الذي عاد الحجاج سالمين.. وكلا التعبيرين خطأ صراح، لأن صلة الموصول في كل منهما خالية من الضمير الذي يربطها بالموصول الواقع صفته للفظ الجلالة.
قال ابن السكيت: يقال الحمد لله إذ كان كذا وكذا.. ولا يقال الحمد لله الذي كان كذا وكذا حتى تقول به أو بأمره أو بصنعه.. أي تقول الحمد لله الذي انتصر الجيش بتوفيقه أو بأمره أو بصنعه.. وكذا يقال في التعبير الثاني.. وآنئذ تكون الصلة قد استوفت الرابط، وهو الهاء العائدة على لفظ الجلالة كما في قوله تعالى: (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب - الكهف: 1)، وقوله: (الحمد لله الذي صدقنا وعده - الزمر: 74).
٭ يقولون: في جمع التهنئة التهاني، وفي جمع التعزية التعازي، وكلا الجمعين على وزن تفاعل بكسر العين، النون في الأول والزاي في الثاني، وهذا لا يستقيم، لأنه لم يكن في اللغة جمع تكسير على هذا الوزن.
والصواب أن يجمع كل منهما جمع مؤنث سالما، لأنه مختوم بالتاء، فيقال: التهنئات والتعزيات، ووزن التهنئة تفعلة ومثلها تجزئة وتبرئة وتنشئة وتوطئة فكما لا يقال في جمعها التجازي والتباري والتناشي والتواطي.. لا يجوز أن يقال في جمع التهنئة: التهاني.
ووزن التعزية «تفعلة» أيضا، ومثلها التربية والتزكية والتسمية والتوصية والتورية.. فكما لا يقال في جمع هذه الألفاظ الترابي والتزاكي والتسامي والتواصي والتواري، لا يجوز أن يقال في جمع التعزية: التعازي.
من كتاب: ثمار من حدائق المعرفة ـ محمد كامل عبدالصمد