اسماعيل محمد:
من هو جوزيف لستر؟
هناك اشياء عديدة حول الطب نسلم بها الآن، فإذا ما شاهدنا فيلما على التلفزيون يعرض طبيبا يقوم بإجراء عملية نتوقع ان نراه يغسل يديه ويضع كماما من القماش.
كانت فكرة الجراحة الخالية من الجراثيم او المطهرة تطورت من قبل جوزيف لستر، وهو طبيب انجليزي ولد في عام 1827 ومات في 1912 وفي عام 1861 اصبح لستر جراحا في مستوصف كلاسكو الذي كان اكبر المستشفيات في مدينة كلاسكو، اسكتلندا.
في هذه المستشفى كان على لستر ان يعالج الكثير من الناس الذين تعرضوا للحوادث وغالبا ما تصبح جروح هؤلاء المرضى ملوثة، والمنطقة حول الجرح منتفخة وملتهبة ويبدأ ظهور القرح.
اصبح لستر مهتما بمنع هذه التلوثات، وفي البداية حاول تنظيف الجروح ولكن ذلك لم ينفع وبعد ذلك في عام 1864 عرف بتجارب العالم الفرنسي (لويس باستور) اذ ان باستور اوضح ان الجراثيم تسبب فساد الحليب وتلف اللحوم وبما ان الجراثيم الدقيقة الطافية في الهواء هي التي تختلط بالحليب وتستقر على اللحوم لذلك اعتقد لستر ان تلوث الجروح يرجع الى وجود هذه الجراثيم في الهواء ايضا.
حاول لستر قتل هذه الجراثيم الضارة بوضع مادة كيمياوية تدعى الحامض الكاربولي على الجروح.
وكان ناجحا جدا في تقليص عدد حالات التلوث وكان مقتنعا ان نظريته الجرثومية للتلوث كانت صحيحة وفي 1867 كتب لستر مقالة لمجلة طبية مهمة اوضح فيها نظريته المتعلقة بتلوث الجروح ووصف الطريقة الصحيحة لمنعها.
لم تقبل كليا نظرية لستر في البداية، لكن من خلال خمس وعشرين سنة كان الجراحون قد استعملوا مطهرات في معالجة الجروح وخلال العمليات الجراحية، واليوم ليس هناك من طبيب او مستشفى في العالم لا يتبع الفكرة التي طورها جوزيف لستر.