لماذا تحب الحيوانات الملح؟
ان توق الإنسان والحيوان الى الملح هو احد الخفايا الظريفة للطبيعة، نعرف ان الانسان قد استخدم الملح واهتم به منذ آلاف السنين، وقد جاءت كلمة «سالاري» الانجليزية التي تعني «الراتب» ومثلها كلمة «سالير» الفرنسية من الكلمة اللاتينية «سالاريوم» وكلمة «سالاريوم» تدل على الملح، ذلك ان الجندي كان يتقاضى في القرون الوسطى مبلغا من المال يشتري به حصته من الملح، باعتبار الملح المادة الاساسية.
وفي المكسيك القديمة كان الملح من الاهمية بحيث كانت تقدم له الاضاحي، ومن المعروف الآن ان السجين اذا حرم من الطعام المملح اصابه هوس الحاجة اليه، وفي بلادنا يشار الى المشاركة والمؤاكلة بعبارة «بيننا خبز وملح» ونلاحظ كيف يقرن الملح بالخبز الذي يلخص الأطعمة اذ يمكن الاقتصار عليه.
ان السوائل في ابداننا اي في اقسامها السائلة هي محلول ملحي ولما كانت ابداننا تتخلص من السوائل بطرق عديدة بما فيها العرق صار لزاما عليها ان تعوض ما تفقده منها وتنشأ من هنا حاجة متجددة لدى الانسان الى الملح.
واذا كانت المحيطات تحتوي على ملح يكفي لتغطية سطح الارض بكامله فإن الجزء اليابس من العالم فقير بالملح والنباتات لا تحتوي ملحا كثيرا ومعظم ما في اليابسة نفسها من الملح تجرفه مياه الامطار الى الانهار والمحيطات.
لقد انحدرت حيوانات البر من مخلوقات البحر وقد بقي السائل في اجسامها على ما هو عليه قبل ان تنتقل الى اليابسة ويعني ذلك ان هذا السائل لا يزال يشبه ماء البحر، واذا لم تكن النباتات ولا البراري قادرة على تزويدها بما يكفي من الملح فقد احتفظت حيوانات اليابسة بتوقها البيولوجي الى هذه المادة، ويتضاءل هذا التوق لدى اللواحم من الحيوانات لأنها تسد حاجتها الى الملح من السائل البدني في الحيوانات التي تفترسها وتشتد الحاجة الى الملح عند العواشب وهي الحيوانات التي تأكل النبات، بالنظر لقلة الملح في المأكولات النباتية.
«الموسوعة العلمية المبسطة»