ما هو الدّويّ الناتج عن اختراق جدار الصوت؟
تجري حاليا تصاميم على الطائرات لزيادة سرعتها الى حد عبور الأطلسي في قرابة ساعتين. هذا، إنجاز سيكون عظيما بلا شك، لكنه يولّد معضلة كبيرة، ذلك ان مثل هذه الطائرات سيكون لها دوي هائل لا يقتصر على الإزعاج وحده بل يسبب أضرارا حقيقية أخرى.
ترتبط هذه المشكلة بما يسمى «جدار الصوت»، وهو حالة ترتبط بالسرعات العالية التي تقترب من سرعة الصوت.
عندما تحلّق الطائرة بسرعة منخفضة فإن مقدمتها تبث «موجة ضغط» تنتقل بسرعة الصوت، وهذه الموجة تنتج عن اتساع جزئيات الهواء مع ازدياد سرعة الطائرة، وفي التحليق الاعتيادي، تكون سرعة موجات الضغط أكثر من سرعة الطائرة. ولكن ما يحدث حينما تصل الطائرة الى سرعة الصوت؟ هنا لا يعود الهواء يستقبل موجة ضغط متقدمة، وإنما تتكون الموجة أمام الجناح، نظرا لأن الموجة والجناح يتحركان في هذه الحالة بسرعة واحدة، وتنتج عن ذلك «موجة اهتزاز»، ينشأ عنها ضغط شديد على الجناح.
حين كانت الطائرات غير قابلة للتحليق أسرع من الصوت، كان تعبير «جدار الصوت» أو «حاجز الصوت»، يستخدم لوصف هذا الضغط المتوقع ظهوره مع الوصول الى هذه السرعة.
لكن التطور الذي أوصل تصاميم الطائرات الى تجاوز سرعة الصوت أظهر ان هذه السرعة ليس لها «جدار» او «حاجز»، وأن ما يحدث هنا هو موجة «اهتزاز» عند تجاوز سرعة الصوت ينشأ عنها صوت هائل يشبه الانفجار او «الدوي». الاصطلاح إذن كان افتراضا. وقد استمر استخدامه للإشارة الى هذا الدوي الناجم عن موجة الاهتزاز من قبيل الخطأ الشائع.
(من كتاب: غرائب الاختراعات والاكتشافات)