الرأس
وفي هذا الصدد، لا يمكن دراسة وضعية رأس شخص دون أخذ عينيه، ونظراته، وارتعاش منخريه، وحركات فمه، وتقطيب حاجبيه، بعين الاعتبار.
وعليه، فإن ملاحظة انحناءات الرأس (إلى الأمام، إلى الوراء، إلى اليسار، إلى اليمين) مهمة جدا في دراسة لغة الجسد.
هل سبق لك أن حاولت ان تضبط، خلال محادثة، انحناءات رأسك؟ أن تبقيه مستقيما سويا تماما خلال أكثر من بضع دقائق، وأنت تتكلم؟ إن نعم، فلا بد أنك أيقنت أنه من الصعب جدا، إن لم نقل من المستحيل، ان تضبط انحناءات رأسك، إلا أن تبقى جامدا كليا، فتفقد من جراء ذلك سياق الحديث، أو تعدل عن المشاركة فيه.
إن انحناءات الرأس تتبع تلقائيا تسلسل أفكارك السرية.
إذا كنت محادثا متنبها، سرعان ما تكشف قسطا كبيرا من العواطف والانفعالات التي تخالج مواجهك عن طريق تحليل هذه الانحناءات وحده.
تشكل هذه الأخيرة، في الواقع، دلائل وجيهة في حالة تأثره بك وبخطابك.
الرأس المرفوع
الرأس المرفوع، أو الذي يميل قليلا إلى الوراء، الوضعية التي ينتصب فيها الذقن، وتترافق في أغلب الأحيان بإغماض العينين إلى حد ما، هي وضعية شخص له، أو يريد أن يبدي ثقة كبيرة بنفسه.
إنها الوضعية التي يتخذها، عن شعور أو لا، من يريد ان يُفهم محادثة أن مكانته أعلى من مكانته.
هكذا يكون وضع رأس رب العمل، وهو يتوجه إلى موظفه، أو الأب أو الأم وهما يعظان ولدهما، أو رأس المعلمة في مواجهة تلاميذها.
غير ان هذه الوضعية لا تخص فقط من يكون له مركز يتفوق فيه على غيره.
من كتاب: لغة الجسد ـ ترجمة: هنا خوزي