كيف بُنيت الأهرام المصرية؟
لا يُعرف بالضبط عمر الأهرامات. قبل ميلاد المسيح بألف سنة اعتبرها الرحالة المؤرخون قديمة وتحدثوا عن غموض نشأتها.
يُنسب بناء الهرم الأكبر في الجزيرة الى الملك «خوفو» من الأسرة الرابعة التي حكمت حوالي عام 2900 قبل الميلاد.
والأهرام هي مدافن. فقد كان المصريون القدامى يعتقدون أن حياتهم الثانية أو الأبدية تتوقف على مدى حفظ أجسادهم في حالة جيدة بعد الموت.
لذلك كان الميت يُحنط ويلف بضمادات، وكانت المومياوات تخبأ تحت سطح الأرض داخل الأهرامات. أما الممرات الداخلية في الأهرامات فكانت تُقفل وتُسد لتفادي السرقة. وكان يوضع الى جانب الميت كل ما يمكن أن يحتاج اليه في حياته الثانية من طعام ولوازم.
وتروى عن بنائها أخبار لا تخلو من المبالغة، يقال ان مائة ألف رجل عملوا في بناء الهرم الأكبر مدة عشرين سنة.
كل حجر من حجارته يعلو سبع أقدام (أو 2.10م) وبعضها طوله 18 قدما (أو 5.4م) فلنستعرض مراحل بناء الهرم الأكبر.
حجارة البناء التي يتكون منها هذا الهرم هي من الحجر الكلسي والغرانيت. وقد نقلت من الجنوب بالمراكب، من مقالعها، عبر النيل، وهذا النقل كان لابد أن يقتصر على أشهر الربيع الثلاثة، لأنها أشهر الفيضان في نهر النيل.
وقد تطلب نقل الحجارة اللازمة نصف مليون رحلة طوال عشرين سنة.
كان تفريغ الحجارة يجري في فسحة تصلها بموقع الهرم طريق مرصوفة.
هذه الحجارة التي يزن كل منها طنين كانت تجر على منزلقات وتسحبها فرق من الرجال بعد أن تصف بشكل منتظم وتشد جيدا الى بعضها البعض. وقد قدر عدد الحجارة التي استخدمت في بناء الهرم الأكبر بمليونين وثلاثمائة ألف كتلة.
وكلما كان الهرم يرتفع كانت منزلقات هائلة تبنى الى جانبه ليتم رفع الكتل الى مستواه. وبالطبع كانت فرق من الرجال تقوم برفع هذه الكتل.
أما الملاط فكان يستعمل لتسهيل انزلاقي الحجارة أكثر مما يستعمل كمادة لاصقة. كتل الحجارة الموضوعة في الوسط ليست صقيلة، أما تلك المرصوفة على الجدار الخارجي فهي منحوتة بعناية.
السطح الخارجي تماما بني من حجارة كلسية ناعمة صقيلة تكاد الفواصل بينها لا تُرى. في داخل الهرم ثلاث حجرات تتصل فيما بينها بممرات.
من كتاب: الموسوعة العلمية المبسطة ـ د.خالدة سعيد