اقامت الفنانة التشكيلية والكاتبة الكويتية ثريا البقصمي معرضها الشخصي الخامس والخمسين في غدير جاليري بعنوان «لوحات ورسومات مسافرة» حضره اعضاء السلك الديبلوماسي والفنانون التشكيليون، وقدمت فيه مجموعة من اللوحات والرسومات التي انجزتها الفنانة في ترحالها الطويل، وهذه الاعمال تم تنفيذها منذ عام 2000، لم يسبق ان تم عرضها وهي تحمل رائحة الامكنة وتعكس خصوصية فنية في استخراج العوالم الداخلية للفنانة وانطباعاتها وتفاعلها مع المكان والزمان.
وقد بدأت رحلة هذه اللوحات والرسومات في ملتقيات فنية شاركت فيها الفنانة في بعض الدول الاوروبية والآسيوية والافريقية، وكانت الحصيلة الكبرى من ملتقى الاتحاد الاوروبي في مدينة اسن الالمانية او ملتقى سنينة في سلوفاكيا.
وحملت الفنانة في ترحالها مرسمها الصغير في حقيبتها اليدوية، وفي جوف طائرة، او على مقاعد قطار أو في قاعة انتظار بمطار، كانت ترسم وتلون بشغف، مفعمة بأحاسيس المسافر، وتدون بالرسومات معايشتها لحالة الترحال، وفي بعض الاحيان تترجم تلك الرسومات الى نصوص شعرية او مقطوعات نثرية حالمة، تضفي مزيدا من الرومانسية وزخرفة الالوان على الورق.
ان المعرض الفني الشخصي الـ 55 للفنانة ثريا البقصمي، هو محطة هامة في المشوار الفني الطويل للفنانة وهو يقدم مجموعة متنوعة من التقنيات الفنية والاساليب اللونية.
بعض اللوحات صغيرة بحجم كف اليد، ولكنها مليئة بالحياة، وبترابط المفردات اللونية والخطية، ورسوم معجونة بمعاناة وفرح وانطباعات الفنانة عن الاماكن التي زارتها في ترحالها الطويل وتنقلها من مدينة الى اخرى، ومن قارة الى اخرى، تنضح بعصارة التجربة الطويلة في مشوار الفن الذي قطعته ثريا في عالم الفنون الجميلة.
تقول البقصمي: ان لوحات ورسومات هذا المعرض عاشت معي مغامرة الترحال الطويل، بعضها تم تنفيذه في جوف طائرة والاخر في قاعة مطار والثالث في منتجع ساحر او في كابينة قطار، وكل رسم مهما صغر حجمه الا انه مشحون بالذكريات، ويحمل بين طياته رائحة المكان وعبق الزمن، وفي الملتقيات الفنية التي شاركت فيها منذ عام 2000، وحتى الآن في العديد من الدول الاوروبية والآسيوية والافريقية، كان النتاج الفني الذي عدت به الى ارض الوطن غزيرا وموحيا وله خصوصية الامكنة التي ولدت فيها الرسومات واللوحات.
ومن الجدير بالذكر ان البقصمي حاصلة على البكالوريوس في فن الحفر، والماجستير في فن الجرافيك، فرع رسوم الكتب، من كلية الفنون في موسكو عام 1974 – 1984.
وهي عضو مؤسس في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية منذ عام 1969 وعضو في منظمة «الفن المتميز جدا» العالمية في واشنطن بأميركا، وعضو مؤسس للاتحاد الاوروبي للفنانين بألمانيا.
اقامت 54 معرضا شخصيا في مختلف انحاء العالم، وحصلت على ميدالية ذهبية من متحف الكويت الوطني عامي 1978 و 1992، والسعفة الذهبية في بينالي دول مجلس التعاون بالرياض والدوحة، وحصلت على جائزة الاتحاد الاوروبي للفنون ببراغ، وجائزة تريبيا الدولية الاوروبية لدعم الفنون بالاشتراك مع زوجها ومدير اعمالها محمد القديري.