شهدت الحلقة الرابعة من المرحلة الثانية من برنامج مسابقة «شاعر المليون» التي اختتمت اول من امس الاعلان عن نتائج التصويت للحلقة الماضية حيث تأهل المتسابق محمد النوة المنهالي (الامارات) بنسبة تصويت بلغت 84%، في حين منحت لجنة التحكيم بطاقة العبور للمتسابق فالح الدهمان الظفيري (السعودية)، كما تم الاعلان عن متسابقي الحلقة المقبلة وهم هلالة خليفة الحمداني (عمان)، بندر المحيا العتيبي (السعودية)، بدر الصبيحي الخالدي (السعودية)، عامر بن عمرو (اليمن)، وسيتنافس الفرسان الاربعة في تقديم قصيدة رئيسية، اضافة الى قصيدتين قصيرتين عن موضوعي القهوة والوطن.
كما شهدت الحلقة منافسة قوية بين المتسابقين الاربعة من حيث تنوع الموضوعات وقوة الالقاء عند كل متسابق وهم، راشد البلوي (السعودية)، فليح الجبور الصخري (الاردن)، ناصر الفراعنة (السعودية)، هزاع بن عبدالله (الامارات)، وبحضور ضيفي الحلقة الشاعر العماني فهد السعدي، والمطرب الاماراتي معضد الكعبي.
شاعر الوطن
بداية المنافسة كانت مع المتسابق راشد البلوي (السعودية)، الذي القى قصيدة عن فخره بالوطن والملك عبدالعزيز آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية، واعرب د.غسان الحسن عن اعجابه بالقصيدة واعتبرها مفاجأة من حيث المستوى الشعري المتطور للشاعر، وذهب فيها الى الوطن بخصوصيته، ووصف حمد السعيد النص بالوطني الشامخ كالبنيان المرصوص، والذي يدل على البيئة الشعرية للمتسابق، وقال سلطان العميمي: القصيدة ذات طابع وطني واستدعى فيه المتسابق شخصية الملك عبدالعزيز آل سعود وتناول اهمية الارض والوطن، كما تميزت القصيدة بالكثير من الاضاءات الشعرية واجاد الشاعر الانتقال من صورة شعرية لاخرى، وقال بدر صفوق: القصيدة قفزة مفاجئة في الشعر وتكونت من ثلاثة رموز هي جبل طويق والسراة (الحجاز) والملك عبدالعزيز آل سعود، واضاف تركي المريخي ان النص في قمة الولاء والجمال واعتمد صاحبه على الصور الحركية.
شاعر البدو
ثم القى المتسابق فليح الجبور الصخري (الاردن)، قصيدة بعنوان «ايام البدو» تناولت اخلاق اهل البادية، واشاد فيها حمد السعيد بجمال نصها وبأفكار المتسابق، وقال سلطان العميمي: النص يدور حول عالم البداوة وصور فيه الشاعر علاقة البدوي بالنشأة والارض، واستطاع توظيف كلمة «يقول» في البيت السادس بصورة اعادة الى الاذهان مطالع القصائد النبطية القديمة، وقال بدر صفوق: القصيدة انفردت بالفكرة واحتوت على احساس شاعر متمكن، واضاف تركي المريخي ان النص جاء بأسلوب عفوي صادق وكلمات القصيدة ذات جرس موسيقي مميز، وقال د.غسان الحسن: القصيدة مبطنة بمعنى آخر ليس بعيدا عن المعنى الظاهر وكلاهما احتوى على الكثير من الجمال والمستوى الفكري، وتميزت القصيدة بالمفردات الجميلة التي تنتمي للبداوة وتتماسك ابياتها بصورة قوية، كما امتلأت بالصور من الناحية الجزئية.
شاعر السياسة
تلاه المتسابق ناصر الفراعنة (السعودية) الذي القى قصيدة ذات طابع سياسي وتفاعل معها الجمهور، وقال فيها سلطان العميمي: انها ذات اسقاطات سياسية وحملت اسلوبا ساخرا مريرا، كما استحضرت رموزا سياسية ودينية، كما ان الترميز جاء جزئيا وليس كليا، واضاف: النص فيه قراءة للاوضاع الحالية والمستقبلية والشاعر يريد تكريس نفسه شاعرا سياسيا، وقال بدر صفوق: النص مليء بالاسقاطات الرمزية، ومفتوح للتأويل، واشار تركي المريخي الى تميز القصيدة بالمفردة والالقاء وتناسب حجم القصيدة مع حجم الصور الفنية وامتلاك المتسابق لمخزون لغوي كبير، وقال د.غسان الحسن: النص موجه للنخبة واستخدم المتسابق ثقافته العميقة في النص لخلق الكثير من الاحالات التاريخية، واشار حمد السعيد الى الرمزية والسياسة في النص.
شاعر التاريخ
واختتم المتسابق هزاع بن عبدالله (الامارات) الجزء الاول من الحلقة بقصيدة وطنية تفاعل معها الجمهور، وقال بدر صفوق: ان المتسابق استخدم فكرة القطع التصويري، كما استخدم كل فنون الشعر لمحاولة الوصول الى قامة الرمز بالقصيدة، وقال تركي المريخي: القصيدة تميزت بسلاسة اللفظ وجمال المعنى والصور الشعرية المشرقة، واشار د.غسان الحسن الى البناء الدرامي في القصيدة والذي يشبه الملحمة الشعرية.
وقال: بداية النص به تصوير لمعاناة الوطن، وانتقلت الى مراحل حكم المغفور له الشيخ زايد، ثم تناولت الخلف الصالح للمغفور له، ووصف حمد السعيد القصيدة بالمسلسل التاريخي، وقال سلطان العميمي: النص دراما مؤثرة تحكي عن سيرة المغفور له الشيخ زايد قبل ولادته والى ما بعد وفاته، ويتضح فيه تمكن الشاعر من ادواته الشعرية، حيث كتب النص بعاطفته وحبه للوطن وتاريخ البلد.
قصيدة مجلس التعاون
ثم القى كل متسابق قصيدتين قصيرتين عن موضوعي مجلس التعاون الخليجي، والفخر، واشاد تركي المريخي بأداء الشعراء الاربعة في الموضوع الاول، وقال د.غسان الحسن: استمر راشد البلوي في تألقه شعريا وكانت ابياته جميلة، وتميزت ابيات فليح الجبور بوزنها الصخري، واتى بصور شعرية من البيئة البدوية، وتخلى ناصر الفراعنة عن الاسلوب الرمزي وذهب للمباشرة، وجاءت قصيدة هزاع بن عبدالله، مليئة بالصور والكنايات والاستعارات، واشار حمد السعيد لتشبيه فليح الجبور مجلس التعاون بالخيمة المتينة، وكذلك بالتصوير الجميل في ابيات راشد البلوي، واضاف: تعمد ناصر الفراعنة ذكر القوافي الصعبة، وجاءت قصيدة هزاع بن عبدالله عن المنظومة الشامخة، وقال سلطان العميمي: قصيدة راشد البلوي في وصف مجلس التعاون جميلة ومزج فيها بين معالم دول مجلس التعاون وعواصمها، كما جاءت قصيدة فليح الجبور بوصف جميل للمجلس، وتناول ناصر الفراعنة توحيد الجوازات والعملة بين دول المجلس، وتحدث هزاع بن عبدالله عن كيفية نشأة المجلس، واشاد بدر صفوق بقصيدة فليح الجبور الصخري.
موضوع الفخر
واتفقت اغلب آراء اعضاء لجنة التحكيم على قصائد المتسابقين في موضوع الفخر، حيث اشاد حمد السعيد وتركي المريخي بقصائد الشعراء عن الغرض، وقال د.غسان الحسن: تألق راشد البلوي في قصيدته عن الفخر بالامة الاسلامية ثم العرب فالوطن السعودي واخيرا اهله، وجاءت قصيدة فليح الجبور فخر بالنفس والقبيلة، وبها الكثير من الصور التقليدية، واختلط المدح والفخر عند ناصر الفراعنة كما اختلط الفخر بالتفاخر بالذات عند هزاع بن عبدالله، وقال سلطان العميمي: مزجت ابيات قصيدة راشد البلوي الفخر بالدين والوطن والقبيلة وتميزت بالشعرية المرتفعة، وجاءت قصيدة فليح الجبور في الافتخار بالصفات والقبيلة، كما غلبت ابيات المدح على الفخر في قصيدة ناصر الفراعنة، وارتفع صوت الأنا عند هزاع بن عبدالله.
واشاد بدر صفوق بالتسلسل الشعري في قصيدة راشد البلوي، والفخر بالذات عند فليح الجبور، ووصف غرض الفخر عند هزاع بن عبدالله بالذي لا يضاهيه فخر.
وفي نهاية الحلقة اعلن د.غسان الحسن عن نتائج تقييم قصائد المشاركين، والتي جاءت متقاربة حيث حصل المتسابقون راشد البلوي (السعودية)، ناصر الفراعنة (السعودية)، هزاع بن عبدالله (الامارات) على 43 درجة وحصل فليح الجبور الصخري (الاردن) على 41 درجة.
صفحة الواحة في ملف ( pdf )