يشعر بعض العراقيين بالحرج من أسماء آبائهم وأجدادهم، التي تدفع الآخرين إلى إطلاق الضحكات، بل إن بعضهم دفعته عقدة الأسماء إلى المبالغة في إطلاق المسميات الحديثة على المواليد الجدد.لكن الأسماء الحديثة لم تتمكن من تغيير ما ورثته بعض العائلات من أسماء غريبة للآباء أو الأجداد، مثل جربوع وطهران وبعث، وبالنسبة إلى جربوع دخان دنان، وهو من إحدى العوائل التي تسكن مدينة الكوت جنوب العراق، فقد قال لصحيفة «الحياة» اللندنية، يوم السبت الماضي «أكاد كل يوم أشعر بالحرج بسبب اسمي (جربوع)، فهو بدائي ويدل على أحد الحيوانات من صنف القوارض، كما أن اسمي والدي وجدي فيهما مشكلة أيضا كونهما من الأسماء البدائية».وأضاف: «اخترت أسماء ولدي بتمعن (أحمد وريام) بعدما كنت ضحية جدي الذي اختار لي اسم جربوع»، مشيرا الى أن المشكلة تكمن حاليا فيما يواجهه ابناه من سخرية نظرائهما التلاميذ بسبب اسمه واسم والده.وفي المقابل، تتجه بعض العائلات نحو الديموقراطية لاختيار اسم المولود الجديد وتقيم جلسات للمشورة يقترح فيها أفراد الأسرة مجموعة من الأسماء، وهناك من يلجأ الى القرآن الكريم لاختيار اسم المولود.
وتعتقد أم علي أن «التوافق بين أفراد الأسرة أو الزوج والزوجة على الأقل على اختيار اسم المولود الجديد أمر ضروري في الوقت الحاضر للوصول الى الاسم المناسب». لكنها لم تخف أن خلافا حصل بينها وبين زوجها على تسمية آخر مولود لها، فالأب اختار له اسم «سيف» وأدرجه في هوية الأحوال المدنية، بينما تصر على أن تسميه «نور الحسين» ما جعل الطفل ينادى بالاسمين معا.وبرزت أسماء كثيرة في العراق خلال عقد الثمانينيات كانت لها صلة بالواقع، ومن بينها: بعث وتموز وقادسية وسيف سعد وصدام وغيرها، ويرى قسم من أصحابها أنها أصبحت عبئا ثقيلا عليهم في الوقت الحاضر.
ويقول الحاج طهران عباس علوش (61 سنة): «مررت بظروف صعبة ومواقف محرجة إبان حرب الثماني سنوات بين العراق وإيران عندما كنت جنديا».