تمتزج دقات أجراس الكنائس بصوت الآذان في المدينة القديمة بدمشق التي تعيش بها طوائف مسيحية ترجع جذورها الى ما قبل الحقبة الإسلامية بفترة طويلة.
ومسيحيو سورية الذين تتراجع أعدادهم يعيشون في سلام مع المسلمين في دولة يعتبرها الكثير منهم ملاذا آمنا في منطقة تشكو فيها الاقليات الدينية من مظالم كثيرة.
وتنظيم فرقة جوقة الفرح المسيحية حفلا مشتركا مع فرقة انشاد اسلامي بمناسبة احتفالات عيد الميلاد ليس غريبا في بلد يعتبر نموذجا للتعايش بين أتباع الديانتين السماويتين.
ويشعر البابا بندكت السادس عشر بالقلق على المسيحيين في منطقة الشرق الاوسط المعرضة لنشوب الصراعات الى حد أنه دعا أساقفة المنطقة الى الفاتيكان الشهر الجاري لبحث شكاواهم.
وفي فترة الاجتماع (المؤتمر) الذي يشارك فيه زهاء 180 أسقفا جلهم من منطقة الشرق الأوسط يبحث المشاركون مشكلات تتراوح بين النزاع الاسرائيلي الفلسطيني والنزاع في العراق وحتى التشدد الاسلامي والأزمة الاقتصادية والانقسامات بين الكنائس المسيحية الكثيرة في المنطقة.
وتتباين الظروف التي يعيش فيها المسيحيون من بلد الى آخر الا ان الصورة العامة تنطوي على تغير مذهل.
فقد كان المسيحيون يمثلون قرابة 20% من سكان المنطقة قبل قرن ولا يمثلون الان الا زهاء 5% ومازالت النسبة تنخفض.
وقال مسؤول رفيع في الكنيسة الكاثوليكية ان تنامي الاسلام السياسي في الشرق الأوسط ربما يمثل تهديدا للمسيحيين في العالم العربي ويتعين مواجهته.
الا ان سورية لاتزال مكانا جيدا للمسيحيين.
والأب الياس زحلاوي قس كاثوليكي أنشأ جمعية خيرية لمساعدة الفقراء.
وقال زحلاوي لتلفزيون «رويترز»: «أن أمد يدي لأخ مسيحي أو مسلم بالنسبة الى أمد يدي للانسان. لا فرق عندي بين مسلم ومسيحي ولو كان هناك يهودي بحاجة لما ترددت في مساعدته. الانسان هو الاول. وصورة الله على الأرض وخليفة الله على الأرض هو الانسان. انما هذه السياسة الهوجاء العالمية تحرك الشياطين الكامنة في أعماق كل انسان. والشياطين عندما تنفلت تحرق الأخضر واليابس».
ويتمتع المسلمون والمسيحيون بحقوق متساوية هنا بخلاف مادة في الدستور تنص على أن يكون الرئيس مسلما.
كما يواجه أبناء الديانتين نفس القيود على الحرية السياسية في بلد لم يعرف الا حكم حزب البعث منذ عام 1963.
وعادة ما يتفقد مساعدو الأب زحلاوي أحوال المحتاجين الذين ينتمون لطوائف عديدة وبعضهم من المسلمين.
ويقوم فادي وكلير عادة بمهام تقديم الرعاية لأمثال رائد ذلك الشاب الذي يعاني من عرض داون (العته المغولي).
وقالت أم رائد المسلمة التي اعتادت حضور صلوات في الكنيسة على الرغم من انها مسلمة «انا ما بفرق. يعني عندي كل الناس مثل بعض.. يعني ما بفرق بين دين ودين أو شيء».