يعتبر مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) الهيئة الرئيسية لمكافحة الجريمة في الولايات المتحدة، وترتكز أولوياته على حماية البلاد من الإرهاب وعمليات التجسس الخارجية والهجمات الإلكترونية ومكافحة الفساد والجريمة المنظمة وعمليات الاحتيال، كما يتعين عليه ضمان الحقوق المدنية.
تأسس مكتب الـ «إف بي آي» عام 1908، واكتسب أهمية خلال فترة الكساد الكبير التي غذت موجة كبيرة من الجرائم عمل على مكافحتها عملاؤه.
غير أن المكتب برز عالميا بفضل إدغار هوفر الذي تولى إدارته عام 1924 وقاده بيد من حديد طيلة 48 عاما، حتى وفاته عام 1972.
ويتخد الـ «إف بي آي» من واشنطن مقرا له وهو يضم اليوم 35 ألف موظف: من عملاء خاصين، ومحللين في مجال الاستخبارات، ومتخصصين في اللغات وعلماء وخبراء في المعلوماتية.
ما انفك دور المكتب ينمو، ومنذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001 باتت مكافحة الإرهاب شاغلا رئيسيا له.
ومنذ ذلك الحين تضاعف عدد المحللين في مجال الاستخبارات ثلاث مرات وتحول محور تركيز المكتب إلى العمل على تجنب حدوث الاعتداءات بدلا من التحقيق فيها.
غير أن ظهور المتطرفين الخطرين على الأراضي الأميركية شكل تحديا صعبا وبخاصة بعد موجة الاعتداءات الإرهابية التي نفذها إرهابيون منفردون كالاعتداء على ملهى أورلاندو عام ألفين وستة عشر.
مدير الـ «إف بي آي» يعينه رئيس الولايات المتحدة لولايات واحدة من عشر سنوات وذلك تفاديا لأي ضغوطات سياسية. إلا أن الرئيس قادر أيضا على عزله قبل نهاية ولايته.