فستان ضخم منسوج بخيوط ذهبية وغطاء رأس مخروطي الشكل وطبقات من المجوهرات الذهبية المتلألئة، هو محور معرض «جيد كالذهب» الذي يقيمه متحف سميثسونيان الوطني للفن الأفريقي بواشنطن.
كما يمثل تفسيرا حديثا لمن تعرف بلقب «سيجنار» أو «سيدة»، وهو الذي يطلق على السيدات اللاتي كن يعشن في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر في السنغال ويعرف عنهن الثراء والسلطة.
وكلمة «سيجنار» مشتقة من كلمة «سينيورا» في اللغة البرتغالية التي يشار بها إلى السيدة.
وسعى المتحف لعرض مجموعة ملابس مستوحاة من أزياء تلك السيدات في السنغال، في مسعى منه لتوضيح مبدأ الأزياء السنغالية المعروفة باسم «سانسي».
ويضم المعرض أكثر من 250 قطعة من الذهب السنغالي والحلي المطلية بالذهب، والتي تبرعت بها مؤرخة الفن ماريان آشبي جونسون، وكانت قد بدأت جمع تلك النفائس في ستينيات القرن الماضي.
ولا تعتبر أغلب القطع المعروضة قديمة للغاية، فالحلي السنغالية التي صنعت قبل منتصف القرن العشرين نادرة، لأن النساء غالبا ما كن يعمدن لصهر الحلي وإعادة تشكيلها لتواكب أزياء الموضة الحالية.
ويقول المتحف إن السيدات السنغاليات آنذاك كن معروفات بجمالهن وذكائهن اقتصاديا، وأن السنغاليات في عالم اليوم لا زلن معجبات بطريقتهن تلك في تصميم الأزياء.
كايتي كينج إحدى زائرات المتحف قالت إن من الجيد في هذا المعرض أن تجد السيدات في ثقافة من الثقافات يستمتعن بالزينة والإطراء والمعاملة الحسنة.
إلا أن هناك جانبا مظلما في حياة تلك السيدات اللائي كن يتزوجن رجالا أوروبيين، ففي الغالب حصلن على ثرواتهن تلك من خلال تجارة الرقيق عبر الأطلسي، بل إن العديد منهن كن يملكن عبيدا لأنفسهن.
وبالرغم من ذلك الماضي الصعب، إلا أن المسؤولين في المعرض يقولون إنه لا يمجد الرق في تركيزه على حياة تلك السيدات. ويستمر المعرض حتى 29 من سبتمبر المقبل.