يقف العالم مذهولا فيما تنازع غابات الأمازون التي تحترق بمعدلات غير مسبوقة منذ 3 أسابيع.
وتلتهم النيران «رئتي الأرض» بمعدل يساوي مساحة ملعب كرة قدم كل دقيقة.
وسجل اندلاع 76.720 حريقا هذا العام، وهو الرقم الأعلى منذ عام 2013، ويزيد بمعدل 83% عن العام الماضي.
ويعيد الخبراء السبب الى تسارع وتيرة إزالة الغابات خلال أشهر الجفاف من أجل تحويلها الى أراض زراعية أو مراع للماشية.
وتمد هذه الغابات التي يطلق عليها رئتا الكرة الأرضية العالم بأكثر من 25% من غاز الأوكسجين وتمتص غاباتها ربع غاز ثاني أكسيد الكربون، تأكلها النيران بسرعة».ويصعب تقدير مدى انتشار الحرائق في أكبر غابة في العالم.
لكن المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء تحدث عن اشتعال حوالي 2500 بؤرة حريق جديدة في البرازيل خلال 48 ساعة.
وفي العامين الماضيين، ارتفعت رقعة المناطق التي نشبت فيها النيران بأكثر من الضعف، من 3168 ميلا مربعا خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2017 إلى 7192 ميلا مربعا خلال ذات الفترة من هذا العام، وفقا للمعهد.
وأطلق الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس عبر موقع تويتر، حملة النداءات لإنقاذ الأمازون، معبرا عن «القلق العميق» من الحرائق في أكبر غابة استوائية في العالم يقع 60% منها في البرازيل.
وأبرزت صحيفة الواشنطن بوست: «أن الحرائق وما نتجت عنها من مخاوف دولية أثارت مجددا صراعا مركزيا في منطقة الأمازون، وبدأت تساؤلات حول: من الذي يقرر مصير هذه الغابات؟ هل البرازيل، التي تتحكم في ثلثي مساحتها؟ أم هل ينبغي للمجتمع الدولي أن يلعب دورا أكبر في حماية أكبر وأهم غابة في العالم، والتي يؤكد العلماء ضرورة بقائها للحد من الآثار المزعزعة للاستقرار العالمي الناجمة عن الاحتباس الحراري؟وبينما أشعلت الصور المزعجة للغابة المشتعلة والمدن المغطاة بالدخان هذا الأسبوع ردود فعل دولية سريعة، لايزال القادة البرازيليون يكافحون لاحتواء الموقف، فهم الآن يواجهون مشكلتين اثنتين هما: كيفية الدفاع عن الأمازون نفسها، وكيفية الدفاع عن صورة البرازيل خارجيا.. وفقا للصحيفة.
وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، الذي اشتكى أمس الأول من أن البرازيل ليست لديها الموارد اللازمة لإخماد حرائق الغابات، عقد اجتماعات طارئة وأعلن الموافقة على إرسال الجيش للسيطرة على الحرائق، وقد تم إصدار حالة الطوارئ في ولاية أمازوناس، ويتوقع أن تتبعها الولايات الأخرى المتضررة.
بينما يحاول أكثر من ألف رجل إطفاء إخماد الحرائق وتسيير رحلات لطائرات بدون طيار لرسم خرائط للمناطق المعرضة للخطر.
ونظمت تظاهرات في عدد من الدول الأوروبية من أجل غابات الأمازون وقد شارك مئات النشطاء في مسيرات في لندن وأمستردام ودبلن.
وغداة عاصفة سببتها تصريحات بشأن «الحرائق الإجرامية»، قال بولسونارو انه يمكنه اتهام «السكان الأصليين المجتمعات المحلية وسكان المريخ وكبار مالكي الأراضي».
وأضاف: «لكن الشبهات الكبرى تقع على المنظمات غير الحكومية».
وتعرض الرئيس لحملة ضغوط دولية دفعته للإعلان عن السماح للجيش بالمشاركة في مواجهة الكم الهائل من الحرائق التي اجتاحت غابات الأمازون وملاحقة النشاطات الإجرامية في المنطقة.
ويشمل قرار بولسونارو مناطق السكان الأصليين والمحميات الطبيعية إضافة الى مناطق أخرى في الولايات البرازيلية التي تضم أكبر الغابات المطرية في العالم.
وجاء إعلان بولسنارو بعد ضغوط شديدة من زعماء أوروبيين هددوا بإلغاء صفقة تجارية كبيرة مع الكتلة الرئيسية في أميركا الجنوبية (ميركوسور) بسبب موقف بولسونارو بشأن البيئة.
وقاد الحملة من أجل التحرك لحماية غابات الأمازون، الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي أكد أنه سيتصدى لجهود المصادقة على الاتفاق التجاري المبرم بين الاتحاد الأوروبي ودول تحالف «ميركوسور» الاقتصادي الأميركي الجنوبي.
ورد بولسونارو بتهكم على تصريحات ماكرون بالعمل «بعقلية استعمارية».
وفي تغريدتين متتاليتين، اتهم بولسونارو ماكرون «بتحويل قضية داخلية في البرازيل وأربع دول أخرى في الأمازون إلى أداة لتحقيق مكاسب سياسية شخصية بأسلوب مشوق لا يساهم في حل المشكلة».
%10 من الكائنات الحية على وجه الأرض تقطن غابات الأمازون
وكالات: تنتج غابات الأمازون المطيرة كميات هائلة من المياه، ليس فقط للبرازيل وإنما لأميركا الجنوبية بأكملها.
وما تسمى بـ «الأنهار الطائرة» تنقل الرطوبة إلى مناطق واسعة في أنحاء البرازيل.
إنها عبارة عن كتل هواء مشبعة ببخار الماء، تنشأ نتيجة للتبخر، سواء من عالم النباتات والحيوانات أو من المسطحات المائية والأسطح الأرضية.
هذه السحب المطيرة تؤثر أيضا على الأمطار في بوليفيا وباراغواي والأرجنتين وأوروغواي وحتى في أقصى جنوبي شيلي.
وفقا لأبحاث معهد الأبحاث الحكومي «INPA»، يمكن لشجرة يبلغ قطرها 10 أمتار توفير أكثر من 300 ليتر من المياه يوميا في صورة بخار تطلقه في الغلاف الجوي، وهو أكثر من ضعف ما يستهلكه أحد البرازيليين يوميا.
وإن عملية إزالة أشجار ونباتات الغابات المطيرة تلحق الضرر بالتبخر ونطاق تأثير «الأنهار الطائرة»، كما أن لذلك أيضا تأثيرا على هطول الأمطار في العديد من بلدان أميركا الجنوبية.
بالإضافة إلى ذلك، توفر غابات الأمازون ما يقرب من خمس المياه العذبة التي تصب في المحيطات.
وتخزن الأمازون والغابات الاستوائية الأخرى ما بين 90 و140 مليار طن من الكربون، وتساعد بذلك على استقرار المناخ العالمي.
وفي المقابل فإن الغابات التي تمت إزالة شجرها ونباتها هي أكبر مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة.
وإزالة الغابات من أجل تحويلها لأراض تستخدم للزراعة ينتج عنها إطلاق غازات دفيئة في الغلاف الجوي وتزعزع استقرار المناخ.
وتقطن 10% من جميع الأنواع المعروفة من الكائنات الحية على وجه الأرض منطقة الأمازون.
إنها أكبر الغابات الاستوائية في العالم وبها أكبر تنوع بيولوجي على مستوى العالم، وبها أيضا عدد كبير من الأنواع التي لاتزال غير معروفة للعلماء، خاصة في المناطق النائية.