تستعد البندقية لارتفاع جديد لمستوى المياه وإعلان الحكومة حال الطوارئ لاتخاذ تدابير عاجلة من أجل تفادي كارثة طبيعية قد تؤدي إلى اختفاء أحد المعالم التراثية الأبرز في العالم.
وعلى وقع أصوات صفارات الإنذار، استفاق أمس الخميس 50 ألف شخص من سكان وسط البندقية المدرجة على لوائح منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو).
وارتفع منسوب المياه للمستوى الثالث، متخطيا 130 سم، فيما بلغ الثلاثاء مستوى غير مسبوق (1.87 متر)، الأعلى منذ عام 1966 في هذه المدينة الإيطالية التاريخية حين وصل إلى 1.94 متر.
وينتظر أيضا أن يرتفع منسوب المياه من جديد نحو الساعة 11.20 اليوم الجمعة إلى 1.40 متر، وفق مركز رصد المد والجزر في البندقية.
وشارك رئيس الوزراء جوزيبي كونتي الذي وصل المدينة الأربعاء في اجتماع أزمة في مركز بلدية المدينة ثم قام بجولة في متاجر البندقية المشهورة بقنواتها وجسورها ويصلها في العام 36 مليون سائح، 90% منهم أجانب.
وتحدث كونتي للصحافيين عن إصدار مجلس الوزراء «مرسوما بشأن حالة الطوارئ» من أجل «تخصيص أول مساعدة مالية» تسمح بـ«إعادة تشغيل الخدمات العامة».
وفيما تقدر السلطات حجم الأضرار «بمئات المليارات من اليورو»، يحاول الأهالي مواجهة الوضع على الرغم من أن العديد من المتاحف والمدارس بقيت مغلقة.
وقال ستيفانو غابانوتو (54 عاما) ردا على سؤال حول ما يجعله يفتح كشكه لبيع الصحف علما بأنه سيضطر لإغلاقه قريبا «إنه باب رزقي، ماذا يمكنني أن أفعل».
وأضاف أنه سيواصل بيع الجزمات البلاستيكية الملونة الموضوعة في صناديق في الخارج حتى عندما يغلق الكشك.
ويرجع الخبراء البيئيون ارتفـاع المياه في البندقية أيضا إلى تشييد المرفأ الـصناعي الضخم في مارغيرا المقابلة، والتدفق المتزايد للسفن السياحية الضخمة في محيطها.
ووصف رئيس الوزراء جوزيبي كونتي الأربعاء «الكارثة التي ضربت البندقية» بأنها «طعنة في قلب بلدنا»، مضيفا «من المؤسف أن نرى المدينة متضررة بهذا الـشكل وتراثها الفني مهدد وأنشطتها التجارية متوقفة».