دين الإسلام دين يوافق العقل والسريرة السليمة، دين قعّد القواعد، فجعل حياة المرء تسير على النقاء والطهارة والأصول والأحكام والقواعد، دين أتى حتى ينعم الإنسان بحياة كريمة بعيدا عن البلاء والمشقة وغضب الله.
دين أتى للإنسان ليحميه وينقي السريرة والأنساب ويحفظ المرء من الأمراض والأوبئة فكل ما حرمه الإسلام أتى على سبيل الحصر وليس الإطلاق، فالأصل الإباحة لكل ما هو جميل وفيه منفعه للإنسان، وحرم الخبائث التي تضر بالإنسان، فما حرم الخمر إلا لما لها من ضرر على صحة الفرد والمجتمع، فهو على الفرد يتسبب له بأمراض خطيرة وعلى المجتمع، فهو يتسبب بالكثير من الجرائم والبغضاء بين الناس ويشتت المجتمع ويهدم البيوت لذلك فالضرر الكبير منه تسبب في تحريم الله للخمر.
وكذلك بقية المحرمات من اكل الخنزير الذي يتغذى أعزكم الله على برازه ويتسبب للإنسان بأمراض كثيرة والتي تجعل كل إنسان يحكم عقله لا يأكل الخنزير، فيقرف من هذا المخلوق ويخشى على نفسه مما قد يسببه من أمراض كثيرة والتي شهدناها مؤخرا بإنفلونزا الخنازير والتي أتى الإسلام وتنبأ بها، لأن الله يعلم الغيب بخطورة هذا الحيوان على صحة الإنسان.
وغيرها من المحرمات التي فيها أذى للفرد والجماعة وهي كما ذكرنا حصرت في أمور محددة واطلق الله لنا فيما سواها الحرية في الأرض كي نعمرها ونحيا بها حياة كريمة.
إلا أن البعض ومع الأسف يأتي بفتاوى اليوم تناهض سنة الله في كونه وتسلخ المجتمعات عن بعضها وتحرم أهم العلوم أهمية ألا وهي علم اللغات، فيعتبرون أن الصهيونية دخلت بها على المجتمعات الإسلامية، وعلى الرغم من شدة معارضتنا لما يقوم به الصهاينة إلا أن تعلم اللغات أمره محبب وهو علم من الله فكيف يأتي من يحرمه او يجعل من يتعلم اللغات ويحرص عليها يشجع الصهاينة في فكرهم.
فمن انطق الألسن سوى الله؟ أيعتقد أي إنسان انه قادر على نشر لغة؟ او صناعة لغة؟ فهذا ضرب من الخيال لأن الله سبحانه خلق الأمم والشعوب بلغاتها فكل أمة ولها لسان تنطق به ألم يذكر في سورة البقرة (وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة)، إذن الله سبحانه هو الذي يخلق العلم ويعلم الإنسان وتعلم اللغات فيه الكثير من المنفعة على العالم اجمعه، فأنت حين تتعلم لغة تكتسب حضارة جديدة فتأخذ منها ما هو جميل وتنبذ ما يخالف دينك، كذلك ان تتعلم العلوم التطبيقية الجديدة فتتمكن من مواكبة الحضارة، كما أن السير على ركب الحضارة أمر مهم، ألم ينهانا الله في كتابه الكريم عن الغلو بالدين.
وألم يحبب الله إلينا كل ما هو جميل ومفيد للإنسان بصفه الإطلاق؟ وقد وردت في أيات كثيرة وأكدت عليها الأحاديث النبوية التي قد يكون أشهرها قول الرسول صلى الله عليه وسلم «اطلبوا العلم ولو في الصين»، وحدد الصين كناية عن المسافة البعيدة أي اطلبوا العلم ولو كان في بلاد بعيده عنكم.
اليوم لم يعد مقبولا أن يتم خلط الأوراق بهذا الشكل الذي يتسبب للمسلمين بحالة من الازدواجية فيتم نشر ثقافة سيئة هو ان يطلق المرء منا دنياه لأجل دينه وهو ما يناهض الآية الكريمة (اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).
عذرا لبعض المشايخ نحن نتأدب مع علمائنا وإن كان لنا عليهم من سبيل فنحاججهم بأسلوب محاجة المسلمين لسيدنا عمر رضي الله عنه حين أتى ليحدد المهور، فقالت له امرأة أنى لك هذا وقد قال الله تعالى (وءاتيتم إحداهن قنطارا)، فرجع سيدنا عمر رضي الله عنه إلى المنبر الذي اعلن فيه تحديد المهور وقال اخطأ عمر وأصابت امرأة، كل احد أفقه من عمر.
وهذا النوع من التعامل نتمنى ان يتعامل معه علماؤنا مع أجيالنا فلا يعتبر العالم المتخصص بالشريعة انه افقه من كل الأمة ونتمنى ان تراجع الفتاوى قبل إعلانها وألا يتم خلطها بالسياسة.