كثيرا ما يظن البعض أن الإعلام الجديد المسمى بالسوشيال ميديا قد سحب البساط من الإعلام التقليدي، إلا أن هذا الأمر غير صحيح جملة وتفصيلا، حيث إن معظم محتوى ما يقدم في السوشيال ميديا مقتطعات من الإعلام الرسمي باستثناء يوميات المشاهير، أما ما يقدم من محتوى فهو مأخوذ من الإعلام الرسمي ويقدم في السوشيال ميديا الذي ساهم بشكل كبير لترويج المواد المقدمة في الإعلام.
وكما شهدنا جميعا فقد أحرزت القنوات الرسمية تقدما ملحوظا في الأداء وبالأخص قناة التلفزيون الأولى فهناك تنوع في البرامج ومحتوى مهم ومفيد يقدم يشكرون حقيقة عليه إلا ان بقية القنوات الفضائية ليست بمستوى القناة الأولى.
وهذا أمره طبيعي نتيجة عدم الاستقرار السياسي لدينا مع كثرة استقالات الحكومة، فهذا بالتأكيد كان له أثر في تعطيل تقدم بعض القنوات التلفزيونية، ولكن نتمنى من العاملين في وزارة الإعلام أن يسعوا جاهدين لعدم تأثر قنوات الكويت الرسمية بما تشهده الساحة لدينا من مهاترات.
فكل قناة تلفزيونية لها مدير وهو المسؤول عن هذه القناة وعليه فلا أعذار مقبولة فنرغب في أن يتم منح مديري القنوات صلاحيات تصب في مصلحة القنوات الفضائية حتى لا تتعثر عجلة الإعلام الرسمي لدينا.
فنلاحظ أن الحكومة منذ سنوات طويلة كان لديها توجه في تأسيس قنوات متخصصة ومنها على سبيل المثال قناة العربي، كان التوجه ممتازا حقيقة لأن من الضروري أن يتم رفع المستوى الثقافي للمشاهدين، إلا أن معضلة قناة العربي أنها ينقصها معدو برامج متخصصون يعرفون كيف يعدون برامج تتناسب مع طبيعة هذه القناة الثقافية فوضعها الحالي حقيقه بما تقدمه غير جيد وهو ما لا نقبله على إعلامنا الرسمي، وبالأخص أن هناك أشخاصا كثرا يحبون برامج التلفزيون ويحبون القناة الثقافية، إلا أنها لا تقدم مضمونا يتناسب مع مستوى هواة مشاهدة هذه القناة.
فحبذا لو تم إعداد برامج ثقافية تحكي عن تاريخ نهضة الحضارات وثقافة الشعوب وعن طبيعة كل مجتمع من المجتمعات وعن الكتاب والأدباء والشعراء حول العالم، عن اللغات عن الآثار والموسيقى وبداية نشأة كل شيء نملكه اليوم أي أن يكون مضمونا ثقافيا بحتا يعمل على رفع المستوى الثقافي.
فلا نرغب بمقابلات لأن الوجوه الموجودة مستهلكة ولا جديد وبالأخص أن القناة الأولى تقوم بإعداد المقابلات. ولكن أن نتحدث عن قناة ثقافية فنحن بحاجة إلى متخصصين في تصميم مثل هذه البرامج وهي لا تحتاج كما يعتقد البعض لميزانية ضخمة ولكن نحتاج إلى عقليات تعرف كيف تصمم وتعد برامج تليق بقناة العربي الكويتية.
حقيقة نحن بحاجة إلى أن نغير في توجه أفراد المجتمع، نريد ألا يلوث عقل المواطن الكويتي بما يطرح من سلبيات وفوضى ومهاترات بها مضيعة للوقت، فالبعض هدفه تشوية صورة الوطن بنظر المواطنين ومسؤولية الإعلام أن يحاول جاهدا أن يعملوا على توعية المواطنين وتقديم محتوى جيد يجعلهم لا يعطون آذانا مصغية لمن يحاولون جاهدين تشويه وتعكير صفو المجتمع الكويتي.
فالإعلام الكويتي الرسمي هو مرآة المجتمع وهو الذي يوجه عقيدة الأفراد إما أن أغير من فكرك وأجعلك تبني حضارة وطنك وتحافظ عليه وإما أن أدمرك وأجعلك في صفوف المتخلفين.
فالمواطنون حقيقة يعانون الأمرين ولا أحد يشعر بهم، فالسلبية تعم المجتمع والإحباط يسيطر على عقول الشباب ومسؤولية الإعلام اليوم أن يساعد أفراد المجتمع على بناء وطنهم وعدم إلقاء آذان مصغية للأشرار الذين يسعون جاهدين لتدمير المجتمع وتحطيم شبابه.