إن انفتاح العالم اليوم من خلال الفضاء الإلكتروني بات يفرز سلبيات متعددة لم تعد تقتصر على السلوك الاجتماعي وحسب وإنما وصلت إلى الوطنية أي انها وصلت إلى الخطوط الحمراء التي من الواجب الا نصل إليها لما لها من تداعيات أمنية خطيرة.
والسؤال، كيف أحصن الناشئة من هذه الأفكار الضالة التي باتت تطول أمن واستقرار وطننا؟ وهذا جوابه بالتأكيد بمادة التربية الوطنية، كنت وما زلت وسأبقى من أشد أنصار هذه المادة، مع التأكيد على ضرورة عدم خلو مناهج وزارة التربية منها لما لها من أهمية في تعزيز قيم الولاء والانتماء للوطن منذ نعومة اظفار الطلبة والطالبات وهم في سنوات حياتهم الدراسية الأولى.
إلا ان هذه المادة باتت رهينة سياسة وزير التربية فإذا ما أتى وزير اقتنع بجدواها فرضها منذ الصف الأول الابتدائي وإذا أتى وزير آخر لا يقتنع بجدواها ومدى اهميتها لغاها من المرحلة الابتدائية.
وهنا تظهر ضرورة تشريع قانون من قبل السلطة التشريعية لفرض مادة التربية الوطنية منذ الصف الأول الابتدائي وحتى انتهاء المرحلة الثانوية في المدارس الحكومية والخاصة.
حيث لابد أن تدرج من ضمن المواد الأساسية وليس اعتبارها كمادة ثانوية، فأبدا الوطنية لا تكون مادة ثانوية بل لابد أن تكون من أساسيات ركائز التعليم.
وليس هذا وحسب بل لابد من أن تشمل تخصصات كليات التربية في الكويت على تخصص التربية الوطنية على ان يقتصر القبول فيها على الكويتيين أو الذين لديهم معاملة الكويتي أي انهم سيصبحون في المستقبل كويتيين لأنه لا أحد يدرس الولاء الوطني إلا أبناء الوطن المنتمين لهذه الأرض الطيبة.
إن تنوع الجرائم المختلفة من جرائم إرهابية إلى جرائم امن دولة وغيرها من الجرائم ما هي إلا بسبب نقص الولاء الوطني لدى هؤلاء، فمصلحة الوطن لابد ان تغلب على المصالح الذاتية والمصالح الشخصية للأفراد وأن يتم النظر فقط لمصلحة الكويت ما الذي سيجنيه هذا الوطن المسلم الآمن هكذا عرفناه وهكذا نريده ان يبقى.
فاليوم باتت المدرسة هي التي تربي الأجيال وليس الوالدان نظرا لأن الطفل في عهدتهم منذ نعومة أظفاره مع اضطرار الأمهات للانخراط في مضمار العمل، لذا فالمفاهيم والقيم نسقيها للأطفال في المدرسة نعلمه أهم أساسيات المواطنة الحقة، نعلمه كيف يفهم القرارات التي تتخذ في بعض الأحيان والتي قد تخالف بعض قناعاتنا او توجهاتنا ولكن لابد أن ندعمها ونؤيدها وذلك لأنها ترمي للمصلحة العامة وضمان بقاء واستمرار الكويت على خارطة الطريق.
وبذلك نحن نكون من خلال هذه المادة حصنا المجتمع من آفات عالمية ترمي بالدرجة الأولى ليس لخدمة الإسلام وذلك لأن الإسلام بريء منهم فنحن بلد مسلم إذن ماذا يريدون؟ لابد ان يعلم الطالب منذ صغره بأن هناك من يريد ان ينتزع ثروات هذا البلد وهناك من يريد ان يضعف دين الدولة الإسلام وذلك من خلال الإرهاب والجماعات الإرهابية ومدخلهم إلى فكر بعض الشباب بأنكم دولة لا تطبقون العقوبات الشرعية. وفي هذه المناسبة أود ان أوجه رسالة لكل متطرف ويوالي بفكره الجماعات الإرهابية: «تريد أن تطبق العقوبات الشرعية فعليك بصندوق الاقتراع، فمن يريد أن تطبق الشريعة فعليه بالنائب الذي ينتخبه ليصل أصحاب الفكر الإسلامي تحت قبة عبدالله السالم ويتقدموا بمشروع قانون ومتى ما وافقت عليه الأغلبية سيقر حيث ان الظروف التي تحيط بالمنطقة أجمعها ألزمت علينا الديموقراطية، فمن قبة عبدالله السالم ألغيت العقوبات الشرعية ومن يريدها ان تعود فعليه ان تعود منها».