الممرضون والممرضات أو إن أصح التعبير ملائكة الرحمة كما نسميهم، تلك الفئة من القطاع الطبي الذي يعتبر ركيزة أساسية في حياة المرضى نظرا للدور الكبير الذي يلعبونه في التطبيب والتخفيف من معاناة المرضى.
ولأن العلم يتطور والعالم يمضي قدما نحو تطوير هذه المهنة كيف لنا في الكويت أن نكسب تعليم تخصص التمريض قيمة إضافية عن الممنوحة في شتى انحاء العالم؟
فاليوم الجهة الرسمية في الدولة التي تكسب درجتي الدبلوم والبكالوريوس في التمريض هي الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ولكن اين دور جامعة الكويت من هذا التخصص الحيوي؟ وأين دور الأساتذة المتخصصون في الطب من صياغة وتأليف كتب للتدريس تناسب التمريض؟
فالعالم اليوم يقدم درجة الدبلوم العالي والماجستير في تخصصات فرعية للتمريض ومنها على سبيل المثال لا الحصر تمريض الطوارئ، العمليات، العناية المركزة، القلب والأوعية الدموية، الجراحة والباطنية، الحروق، مكافحة العدوى، رعاية المسنين، الأورام، الصحة النفسية والكلى وغيرها من التخصصات الفرعية.
ولكن ماذا لو قامت جامعة الكويت باعتماد هذه التخصصات السالفة والإضافة عليها ومنح درجات بكالوريوس في كل تخصص على حدة ليكون لدينا ممرضون اختصاصيون وفقا للأمراض الشائعة والتي تعمل بدورها على مساعدة الطبيب على القيام بدوره بمهارة وتقنية عالية.
إن صياغة المناهج لهذه التخصصات ليست بالمعضلة الكبيرة فيستطيع الاستشاريون والمتخصصون في الطب كل في مجاله صياغة مواد تتناسب مع مستوى الدارسين للتمريض وبما لا يتعارض مع مهنة الطبيب.
فالممرض دوره مباشر أكثر مع المرضى وهم بالتالي الذين يترجمون توصيات الأطباء الى واقع يتلمسه المريض، واليوم مع تنوع وتشعب الأمراض هل عاد كافيا ان يكون التمريض لا يزال يرتكز على القاعدة العلمية القديمة دون تطور؟ فاليوم نحن بحاجة أكبر من أي وقت مضى الى تأهيل كوادر تمريضية تكون يد عون للأطباء للارتقاء بمستوى التطبيب في الكويت، هذا فضلا عن ضرورة طرح برامج الدراسات العليا في التمريض لدى الجامعة حتى نتمكن من وضع بصمة مميزة لنا في التمريض.
فليس من الضروري أن يكون العالم قد سبقنا في هذا التوجه فلنكن نحن السابقون للعالم بمستوى تعليمنا لما له أثر كبير في تصنيفنا الدولي حتى ان نجاح التجربة لدينا سيشجع بقية الدول على اقتباس التجربة الكويتية وتطبيقها لديهم مما سيجعل لنا دورا بارزا في احد اهم حقول المعرفة.
بيد ان ذلك الأمر بحاجة الى إعادة جدولة تخصص التمريض من خلال تشكيل لجان استشارية لأكبر الأطباء في التخصصات المختلفة ويتم وضع أساسيات لكل ما يحتاجه المريض من عناية محددة تتوجب على الممرضين القيام بها.
فلا نستطيع ان نكتفي بالخبرة الميدانية دون أن نعززها بقاعدة علمية وهذا بالتالي لا يعني أن نحول كليات التمريض لتخصصات فرعية لكلية الطب، ولكن صياغة كل تخصص بما يتناسب مع الأمراض المختلفة.
إن عملية توطين مهنة التمريض وإعادة توجيه نظرة المجتمع لهذه المهنة لا بد ان يعمل المتخصصون على إعادة تغييرها من خلال القيمة العلمية المكتسبة من التمريض فلا نريد أن ينحصر التمريض في مهارة إعطاء الحقن والدواء او التجبير وحسب بل نريد أن يكون هذا الممرض لديه خلفية علمية حتى يتمكن من استشفاف مضاعفات العلاج السلبية والإيجابية على المرضى، من جانب آخر سرعة إنقاذ المريض متى ما تعرض لأي طارئ في ظل عدم تواجد الطبيب المناوب أو انشغاله فيكون للممرض القدرة على الإسعاف الأولي من خلال قدرته وتمكنه على تشخيص أولي للحالة التي تواجهه.