الكل يبكي على الماضي الجميل زمن الطيبين زمن نهضة الكويت وتقدمها زمن الاحترام والقيم الذي كانت تزرعها وزارة التربية في نفوس الأطفال فخرجت أجيال ساهمت في نهضة الكويت وتقدمها، اليوم ومع الأسف نبكي على الحالة التي آلت إليها وزارة التربية وما آلت إليه بعض الأجيال الحالية من قلة تهذيب وفقد الاحترام وفقد الهيبة واحترام الكبير وهذا كله بسبب ضعف وزارة التربية وتخليها عن الدور الرئيسي المنوط بها ألا وهو تربية أبناء الكويت على القيم والمبادئ والأخلاق والدين.
ولكن المتتبع للأحداث اليومية التي نشهدها يجد أن وزارة التربية ومع الأسف باتت اليوم تخرج أجيالا البعض منهم يفتقد أولى مبادئ الأخلاق الكريمة التي يتوجب على النشء التحلي بها، وهذا سيسفر بالتأكيد ومع مرور الأيام المقبلة عن تضخم عدد قضايا الأحداث بشكل مطرد لأن الأطفال الذين كنا نعدهم اطفالا مع الأسف تخلى الكثير عن براءة الطفولة في ظل انتشار بعض وسائل التواصل الاجتماعي وفقدان رقابة الأسرة، فما عاد بعض الآباء يربون أبناءهم للأسف وبالأخص مع كثرة حالات الطلاق وتشرد الأبناء وسوء اختيار بعض الرجال لزوجاتهم هذه أفرزت كثيرا من السلبيات التي باتت تهدد أمن المجتمع.
والملجأ الوحيد للمجتمع هو وزارة التربية ودور العاملين فيها من مدرسين واخصائيين اجتماعيين ونفسيين في معالجة الخلل الذي دب على سلوك بعض الأطفال فالبعض يشتكي من الجيل الحالي والأذى الذي بات البعض منهم يسببونه للمجتمع، ولأن الكل يتعامل مع هؤلاء الأطفال على أنهم اطفال فلا تسجل قضايا بحقهم رأفة بحالهم ومراعاة لظروفهم الاجتماعية والنفسية، ويقع الدور بالتأكيد على المدرسة التي من الضروري ان تزرع القيم اولا في نفوس الأطفال قبل العلم لأن الأخلاق تجلب العلم ولا يجلب العلم الأخلاق وإلا لما وجدنا علماء ملحدين.
اليوم نقول لوزارة التربية إنها لا بد ان تكون اسما على مسمى بحيث تحرص على التربية أولا قبل العلم، فالطلاب أمانة وكثر هم من يكونون ضحايا لأسرهم، فالبعض منهم لا تتوافر لهم القدوة الحسنة ولم يرب على الأخلاق فنجد ان وزارة التربية لا بد ان تتحرك جاهدة لتعزيز القيم والأخلاق في نفوس هؤلاء الأطفال حتى تقوم بحمايتهم من الانحراف في السلوك لاحقا مما قد يعرضهم لكثير من الأذى لهم ولمن يتعامل معهم.
بحيث من الضروري ان تعود هيبة المعلم إلى ما كانت عليه ولا يسمح للأهالي بمراجعة المدرسة في كل حالة شكوى من ابنهم وبالتأكيد الكل يصدق أبناءه، ولكن لا بد ان يكون للمعلم دور في زرع القيم والأخلاق في نفوس الطلبة بحيث يعلمهم ليس فقط العلم وإنما الأخلاق كسلوك الطفل كيف يكون مع أقرانه وكيف يكون مع من يكبرونه سنا وكيف يكون مع والديه وأقاربه وكيف من الضروري ان يحرصوا على التحلي بالأخلاق الحميدة والصلاة والصيام وغيرها من الضروريات التي لا بد ان تركز عليها وزارة التربية.
من جانب آخر، فالمدرسون اليوم كثرت الشكاوى حولهم من تدني مستواهم في التدريس مع انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية كالسوق السوداء في الكويت بشكل كبير وهم من حملوا الأسر عبئا ماديا مع ان المفترض أن يكون الفترة التي يقضيها الطلاب في المدرسة للعلم والتربية على السواء.
أعرف ان وزارة التربية قد تطالب في مثل هذه الحالة بتعزيز التشريعات التي تخدمها وتيسر عليها دورها في تنشئة الأجيال ومعالجة المشكلات التعليمية، لذلك فمن الضروري ان يتحرك أعضاء اللجنة التعليمية في مجلس الأمة لتقديم كل الدعم المطلوب.
وعليه، فنحن نطالب وزارة التربية بضرورة العودة لسابق عهدها وتفعيل دورها في حياة الطلبة مع معالجة كل المشكلات التربوية كانتشار بعض السلوكيات الخاطئة لدى الأطفال وتدني أداء بعض المعلمين.