مرت الكويت بلحظات من الخوف والفزع نتيجة الوعكة الصحية التي ألمت بصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قائد القادة في الإنسانية والتواضع وحبيب شعبه، فنحن الكويتيين جميعنا لا نعتبر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أميرا عاديا للبلاد بل هو الأب الروحي لكل مواطن وخصوصا للأجيال التي عاصرته في شبابها حين كان سموه وزيرا للخارجية ثم بعد ذلك رئيسا للوزراء وبعدها في عام 2006 تقلد مسند الإمارة بمبايعة شعبية غير مسبوقة.
وما يميز سموه أنه قريب جدا من شعبه، فأبوابه مفتوحة للمواطنين ولا توجد حواجز بينه وبين شعبه فيتلمس همومنا ويتتبع مسيرة أبنائه، فالتواضع والكرم وسماحة حكمه جعلته حبيب شعبه.
وهذا ما جعل الشعب كله يهلع نتيجة الوعكة الصحية التي ألمت بسموه مؤخرا، وكانت الفرحة الغامرة التي ملأت قلوبنا بعودة سموه سالما معافى إلينا، فرحة لا توصف فقد تقبل الله سبحانه دعواتنا الصادقة، فاستجرنا الله سبحانه فأجارنا بحفظه لقائدنا أطال الله في عمره وألبسه موفور الصحة والعافية.
ولا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبركيات لصاحب السمو وعموم أسرة آل الصباح والشعب الكويتي لتماثل سموه بالشفاء وعودته لأهله وعائلته بالخير والصحة والعافية.
فأميرنا لا يعني أسرة آل الصباح وحدهم بل يعنينا جميعا فهو ربان سفينتنا وهو الذي نتسابق حتى يتسنى لنا أن نكون بالصورة التي يتمناها سموه من المواطن الكويتي أن نكون سفراء لوطننا بالتحلي بالخلق الكريم والسماحة التي يتحلى به سموه.
فسموه كرس حياته وما زال بالرغم من كل الظروف التي تعتريه فقد كان يخدم وطنه ومصلحة الكويت نصب عينيه حتى في الشدائد التي كان يمر بها على الصعيد الشخصي كان يقوى عليها لأجل مصلحة الكويت والكويتيين.
بالنسبة إلي مازلت أذكر المحنة التي مر بها سموه لدى وفاة المغفور لها ابنته الشيخة سلوى، رحمها الله، وعلى الرغم من أنه ذلك الأب الذي كانت ابنته هي كل حياته إلا أنه لم ينس التزاماته تجاه الكويت التي تقع على كاهله، ومازالت أذكر أن يومها كان هناك استجواب مقدم، وقد حرص سموه على حضوره بالرغم من كل الألم الذي كان يشعر به.
لذلك، ولأننا نتبع منهج صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي هو قدوتنا جميعا فقد تعلمنا منه أن وطننا الكويت مقدم على أي اعتبارات شخصية، فنقوى على آلامنا لأجل مصلحة وطننا، فالأحزان التي نشعر بها في قلوبنا هذه لا يعلمها إلا الله سبحانه، ولكن وطننا وخدمته مقدم على أي اعتبار لأن الكويت ذلك الوطن الذي كلنا نسعى لرفع رايته عاليا، فالوطن هو الأم وهو الحبيب وهو الابن وهو كل شيء في حياتنا، فهو المستقبل الذي نبني عليه طموحاتنا كلها.
وهذا جزء من مدرسة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، والتي تعلمناها من متابعتنا لمسيرة سموه ومازال هناك الكثير من الحكم والدروس التي نتمنى ان يمتعه الله بموفور الصحة والعافية حتى نتعلم منه المزيد.
أطال الله بعمر سمو أميرنا الشيخ صباح الأحمد، ونسأل الله أن يحفظه لنا قائدا وربانا لسفينتنا وألا يرينا فيه مكروها.