تطورت التكنولوجيا بشكل هائل حتى أن المرء منا يصاب بصدمة من الاكتشافات العلمية المتكررة التي في تطور مستمر والتي لم تكن وليدة الصدفة، أي نعم ان في بدايتها كانت قائمة على قوة الملاحظة إلا أنها نتيجة بحث وتجربة مستمرين آلت به الحال إلى ما نحن عليه اليوم.
البعض قد يتساءل كيف بدأ هذا التقدم العلمي الهائل الذي نشهده والإجابة كانت بسيطة ولا يتوقعها المتلقي، فقد كانت بسبب قوة الملاحظة لتطورات الطبيعة التي حولنا، فالله سبحانه أنعم على بعض العقول بقوة ملاحظة وسرعة نباهة هي التي أفادت العالم أجمع اليوم.
وعلى الرغم من المحاولات المستمرة لاكتشاف ما تخبئه لنا الطبيعة من مفاجآت مستمرة تسهم في تقدم التكنولوجيا إلا أن التركيز العلمي اليوم يتركز على قطاع معين في التكنولوجيا دون الآخر، فقطاع الإنترنت والاتصالات يشغل بال الباحثين بشكل لافت، هذا فضلا عن الأبحاث التي تهدر فيها المال والوقت ولا جدوى منها كما هو الحال في الأبحاث التي تهدر في سبيل اكتشاف كوكب آخر غير الأرض يصلح أن يكون سكنا للإنسان، وكأن الكون امتلأ وأصابه انفجار سكاني، حتى يتم بذل الجهد والمال في مثل هذه الدراسات والأبحاث.
الحقيقة اليوم ما يحتاجه العالم هو تطوير التكنولوجيا الأمنية بشكل لافت، فمع تطور الجريمة وانتشار الإرهاب بات من الضروري أن يتم تكثيف الأبحاث في تطوير الأجهزة الأمنية أكثر من سواها.
ولنا على سبيل المثال لا الحصر أجهزة التفتيش الذاتي للمسافرين عبر مطارات العالم ما زالت على حالها ولم يتم تطويرها، فما زالت عناصر الشرطة تستخدم التفتيش الذاتي مع مطالبة بعض المطارات بخلع بعض الأحذية والساعات للتأكد من خلوها من المتفجرات، وهذا فيه خلل في عقلية الأجهزة الأمنية التي ما زالت عاجزة عن كشف المتفجرات منذ دخول المسافرين للمطار دون الحاجة للتفتيش الذاتي أو خلع ما يرتديه المسافرون للتأكد من الاعتبارات الأمنية الأخرى.
لا أدري حقيقة دائما ما يخطر ببالي سؤال هل عجزت الأجهزة الأمنية عن اكتشاف جهاز بمجرد دخول المسافر إليه يتبين هل لديه متفجرات أم لا؟ وهذا الأمر له انعكاس كبير على سير حركة الركاب في المطار، فضلا عن توفير المال والجهد وتوفير عناصر بشرية قد تخطئ في اكتشاف المتفجرات، فضلا عن إزاحة شبهة التواطؤ التي قد تطول بعض أفراد الشرطة في حين وقوع أي حادث.
قد يجد البعض الأمر لا يستحق العناء لكنه على عكس ذلك، لأن العالم اليوم لابد أن يكون أكثر تنظيما وتطورا مما نحن عليه اليوم، فمن الضروري أن نقلل من الازدحامات وعناء السفر الذي يواجهه المسافرون حول العالم، إلا أن شركات تصنيع الأجهزة الأمنية اليوم لا أدري ما الذي يشغل بالها؟ ولماذا لا تفكر في تطوير مثل هذه الأجهزة حتى تتم معالجة معضلة العالم كله يعاني منها؟
فهناك الكثيرون ممن باتوا لا يحبذون السفر حتى ولو فيه مصلحة عمل خشية الازدحام والفوضى والتأخير الذي باتت مطارات العالم كلها تعاني منها، والسبب أن التركيز اليوم في تطوير تقنيات قد لا تحتاج كل هذا الاهتمام مع إغفال جوانب أخرى أكثر أهمية تستحق.