لا أحد ينكر الدور الكبير الذي تلعبه الدعايات في حياتنا، فالإعلان والترويج والتسويق أصبح علما يدرّس في الجامعات، حتى ان التجارة الرابحة لا تكون دون أن تواكبها دعايات جاذبة للجمهور حتى يتم تداول السلع والخدمات المقدمة له.
إلا أن الحرفية تكون بالأمانة والمصداقية حول الدعاية التي يتم ترويجها وأن تؤخذ من مصدرها الموثق حتى لا تكون هناك آثار سلبية من المنتج تتبعها خسارة فادحة من حيث فقدان المنتج للسلعة التي يروجها أو أن يخسر التاجر تجارته من جراء الترويج الكاذب للسلع التي ينتجها.
فالمصداقية مع الجمهور أكثر ما ينجح أي تجارة أو حتى خدمة مقدمة وهي تشمل جميع الخدمات المقدمة للجمهور حتى في المهن الحرة التي تشمل الطب والمحاماة وغيرها.
إلا أن البعض، سامحهم الله، مازالت المصداقية في ترويج سلعهم لم تصل للحدّ المطلوب مما تنتج آثاره السلبية على المستهلك ويعود بالضرر عليه، ولنا على سبيل المثال الترويج لحبوب القهوة الخضراء على صعيد العالم ودورها في إنقاص الوزن وكل الدعايات حول نتائجها الإيجابية والفورية وأثرها على الصحة العامة مما دفع بكثر حول العالم لاستهلاكها ثم بعد ذلك اكتشفوا ان كل هذه دعايات للترويج وأن ما قيل عن القهوة الخضراء غير صحيح حتى ان البعض كاد أن يتضرر صحيا من تناولها، هذا فضلا عن خطورتها أصلا على من يعانون من بعض الأمراض المزمنة.
وهذه القضية الخاصة بحبوب القهوة الخضراء لا تعنينا نحن تحديدا في الكويت، إلا أن الترويج والدعاية اليوم نظرا لأن العالم أصبح قرية واحدة مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي أصبح من الضروري أن تتم توعية الجمهور من الدعايات التي تروج من خارج الكويت لبعض السلع والمنتجات وهي في حقيقتها غير صحية.
ومثل هذه الدعايات لابد أن يقابلها دور اكبر من وزارة الصحة والهيئة العامة للغذاء لإصدار منشورات مستمرة حول السلع الضارة بالصحة لمناهضة هذه الدعايات غير الصحيحة من خلال التوجيه المستمر حول كل السلع والمنتجات الضارة بالصحة، هذا فضلا عن إصدار منشورات مستمرة ومتجددة ويتم تحديثها باستمرار حول الأمراض المزمنة التي يعاني منها البعض لدينا وما عليه أن يتجنبه من سلع.
قد يكون الأمر ليس بجديد علـى وزارة الصــحة كــونها لها دور في هذا الجانب إلا أنه لا يشــمل الــتوعية الكافية بكل الأضرار ولا يواكب التطور المستـــمر للإنـــتاج حول العالم.
ولأن المحافظة على صحة الفرد من أولويات وزارة الصحة، لذا من الضروري أن يتم تخصيص طاقم خاص أو إدارة مختصة للتوعية والإرشاد يكون دورها متابعة كل ما يستجد من جديد وفحصه والتأكد من مدى ملاءمته للصحة العامة حتى لا يكون لدينا ضحايا لمثل هذه الدعايات التي تروج لنا من الخارج.
قد يبدو الأمر صعبا في البداية وبالأخص مع كل ما تتحمله وزارة الصحة من مسؤوليات، إلا أنها الجهة الوحيدة المعنية بصحة الفرد لدينا، وبذلك فالمسؤولية اليوم عليها كبيرة هي والهيئة العامة للغذاء.
فاليوم الكويت تعاني من البطالة، وهناك خريجون كثر لدينا من جميع التخصصات لذا لا ضير من خلق طبيعة عمل جديدة مثل هذا الدور في التوعية والإرشاد الصحي لنواكب كل ما هو جديد.