كثيرا ما نشدد على أهمية صيانة الأسرة وحمايتها، لأن كل أسرة هي في الحقيقة ووفقا لما صنفه علماء الاجتماع تعتبر نواة المجتمع، فإن صلحت الأسر صلح المجتمع، إلا أن المشكلة اليوم التي نواجهها هي تفكك الأسر بشكل كبير مع ازدياد حالات الطلاق ما يدق ناقوس خطر اجتماعي نحن مقبلون عليه.
فنجد ان اغلب حالات الطلاق ليست بطلب من المرأة بل إن هناك شريحة من الرجال تكون هوايتها الزواج والطلاق بدون سبب، فحالات كثيرة اشتكت منها سيدات تقول: لم أخطأ بحق زوجي وبذلت كل ما جاء في تعاليم ديني وأكثر من حقوق الزوج فلم أقصر بأي نوع من العطاء لا معنوي ولا حتى مادي الذي لم يفرض علي، أي أن هناك من الزوجات من بذلن في سبيل أزواجهن ما لم يطلبه حتى الشرع منهن، وفي المقابل وبالرغم من صبرهن على أزواجهن الذين البعض منهم لم يقدم أي نوع من العطاء لزوجته، وعلى الرغم من صبرها عليه تفاجأ بطردها من مسكن الزوجية وتطليقها بدون سبب. فهل يعتبر مثل هذا الزوج الذي يتصرف بمثل هذه الطريقة سليما نفسيا أو متزنا؟
المشكلة أن البعض يقول إن مثل هذه المرأة التي تقبل بمثل هذا الزوج تدفع ثمن اختيارها الخاطئ، وأنا أؤكد أن الزواج قسمة ونصيب، ومن لا يؤمن بأن الزواج قدر فليراجع إيمانياته، لأنه بهذا التفكير لديه مشكلة في دينه، فالزواج منذ الأزل معروف بأنه نصيب، لذا لن نلوم الزوجة على اختيارها، بل لابد من مواجهة حقيقة ان بعض الرجال أصابهم السفه والجنون المتقطع، فهو يبدو أمام الناس أنه متزن، ولكن بالاحتكاك به عن قرب يتبين أنه غير متزن، والمشكلة انه لا أحد يجبر أيا كان على مراجعة الطب النفسي أو تناول الأدوية، والنتيجة أن تفشى في المجتمع ظاهرة الزواج المتكرر والطلاق المتكرر لفترة قصيرة، ويؤكد الكثير من الزوجات أن الزوج غير طبيعي وغير متزن، والبعض منهن يحببن أزواجهن، ولكن بما انه طلقها هي حتى لا تستطيع أن تساعده.
والحل بالتأكيد لحماية كيان المجتمع وحماية الأسرة الكويتية أن يتم تشريع قانون يمنع الرجل الذي طلق خمس مرات وأكثر من الزواج أو الطلاق من جديد إلا بحكم القاضي ويكون بذلك ناقص الأهلية بحكم القانون.
لأن المشرع متى ما تدخل في مثل هذه المسألة بالتأكيد سيتم الحد أولا من استهتار بعض الرجال الذين يلعبون بأعراض النساء باستهتارهم، فهو يتزوج ويطلق من الشر الذي يكمن في نفسه في حب إيذاء الآخرين فهناك طائفة من الرجال أصحاء نفسيا ولكنهم أنذال فيتسلون بالزواج والطلاق، وفي مثل هذه الحالات سيتم ردعهم بالقانون حين يعرف مثل هذا النوع من الرجال انه سيفقد أهليته وسيكون رجلا آخر يقرر نيابة عنه في حياته ويتحكم بقراراته المصيرية وبأنه سيأخذ حكم السفيه والمعتوه فسيتربى حينها ولن يلعب ببنات الناس.
أما الطائفة الأخرى والذين فعلا يعانون من اضطرابات في السلوك والشخصية، فسيكون مثل هذا القانون حماية لمثل هذا الرجل في ألا يبقى وحيدا إذا ما أرادت زوجته رعايته فلا يكون تطليقها بيده كلما غضب، بل سنضمن حماية هذا الرجل من انفعالاته وعدم اتزانه وحماية لزوجته التي تحبه.
فالمشرع لابد أن يتدخل لمحاولة إنقاذ المجتمع من خطر بات يتفشى بكثرة، فحالات الطلاق لدينا وصلت لمعدلات خطيرة ولابد أن يتصدى لها المشرع.