أيام قليلة مضت كنا فيها مازلنا نهنئ بعضنا بعضا في حلول شهر رمضان المبارك وفي مساء هذا اليوم تجتمع هيئة الرؤية الشرعية لتحري هلال العيد وبين الأمس واليوم أيام مضت بسرعة وقضيناها بصعوبة ووحدة مع حظر التجوال الذي فرض، فتقطعت الأرحام رغما عنا ولأول مرة يأتي عيد بلا عيدية وبلا ملابس جديدة وذلك لأن الحظر لا يزال مستمر وبالرغم من كل الظروف التي تعترينا وهي مدعاة حزن لكثير منا حيث ان هناك الكثير من فقد في رمضان وهناك من أصابهم الوباء في رمضان إلا أنه بالرغم من كل هذه الظروف يبقى للعيد بهجة.
وذلك لأن الأصل في رمضان هو انه شهر عبادة وصيام وقيام وقراءة قرآن ومن اكمل هذه العبادات التامة بالتأكيد سيفرح لحلول العيد ويسأل الله العفو والعافية وتقبل ما قام به من أعمال طاعة خلال هذا الشهر.
وعلى الرغم من أن الأبواب المغلقة لم تمنع الكثيرين من العمل في رمضان ويعكسون بذلك الوجه الحضاري للمجتمع الكويتي الذي جبلنا على مواكبة أغلبيته للتقدم، فهناك أمهات كثيرات كن يستيقظن باكرا في رمضان لتحضير أبنائهن لحضور التعليم عن بعد وهناك الكثير من الطلبة بمختلف الأعمار كانوا يدرسون في رمضان ويؤدون امتحاناتهم ويتأهبون للامتحانات النهائية بعد رمضان إن شاء الله.
وعدد كبير من المدرسين الكويتيين والوافدين أطال الله في أعمارهم كانوا بالرغم من كل الظروف يؤدون عملهم ومهمتهم التعليمية السامية على أكمل وجه، هذا فضلا عن بعض العاملين في القطاع الخاص من شركات اتصالات وبنوك وغيرها ولا ننس بمقدمتهم الكادر الطبي والتمريضي في قطاعيه العام والخاص والعاملين في الأسواق وغيرهم من العاملين في الدولة الذين كثر من خاطر منهم بحياته لأجل تأدية عمله بإخلاص فالبعض منهم أصيب بالوباء نسأل لهم العافية والبعض توفوا نسأل لهم المغفرة والجنه.
فقد يعتقد البعض أن عجلة الحياة توقفت في الحظر الشامل وهي على خلاف ذلك فالعالم التكنولوجي اليوم كشف عن وجهه الإيجابي والحضاري حين اصبح لمواقع التواصل الاجتماعي أهمية بعد أن كنا نعتقدها فقط للتسلية ولكن بعد أن فتحت المنصات التعليمية ومنصات إدارة الأعمال الخاصة من خلالها أيقنا أن من اخترع هذه الأنظمة بالتأكيد كان يسبقنا بمئات السنين من المعرفة والحضارة، لأن منصات التواصل الاجتماعي ساهمت في تخطي الظروف الطارئة وتمكين الأغلبية من مواكبة العصر وعدم تعطل الأعمال.
نعم فالكويت في ظل هذه الظروف الطارئة التي اجتاحت العالم واكبت التطور ولم تتوقف أعمالها واستطاعت أن تثبت للكل بأنها دولة متقدمة.
لذلك في هذه الأيام الفضيلة التي تمر علينا والتي قضاها الكثير منا في العبادة والعمل والعلم بالتأكيد نستطيع أن نقول ان حلول العيد له بهجة وأن كثيرا من ينتظرون إجازة العيد ليأخذوا قسطا من الراحة.
ولا يسعنا في هذه الأيام المباركة إلا أن نرفع الى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد وإلى عموم الشعب الكويتي الذي أثبت أنه قادر دائما على تحدي الظروف التي تعتريه، ونقول للجميع (عيدكم مبارك) أعاده الله علينا وعليكم بموفور الصحة والعافية ونتمنى بعد أن تنتهي فترة الحظر الشامل ونبدأ بالعودة للحياة التدريجية أن نعود إليها بوعي وإدراك أن سلامتنا من سلامة المجتمع بأكمله.