إن ما يقال عما شهدته الشوارع في الكويت بعد فك الحظر يدق ناقوس الخطر لدينا بأن الوعي الصحي لا يتمتع به الكثيرون فعلى الرغم من كل التعليمات والإرشادات الصحية التي قامت بها وزارة الصحة مشكورة بمحاولة توعية المجتمع بخطر وباء كورونا كوفيد- 19 وأن المسؤولية اليوم تقع على كاهل كل فرد في المجتمع للحد من انتشا الوباء مع ضرورة عدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى.
إلا أن البعض يعتبر الترفيه لديه اهم من حياته وحياة الآخرين فليس مهما في الوقت الراهن الفسحة والنزهة لأن هناك أولويات الدولة تخلت عنها لأجل حماية الأرواح وإلا لكانت فرضت على الجميع العودة لمقار العمل وفرضت عودة المدارس والجامعات وهي الأولى من التنزه على الشواطئ والخروج المتكرر من المنازل وعمل الزيارات الأسرية وزيارة الأصدقاء بلا داع.
فأيهما أولى بنظر المجتمع: المصالح ذات الأهمية أم التنزه؟ فمصالح الدولة كلها معطلة، أعمال الدولة تعطلت ولم تبال الحكومة بتعطيل أعمالها لأجل حماية المجتمع ثم يأتي بعد ذلك الكثير من أفراد المجتمع بعدم المبالاة بأرواحهم بذريعة لا أستطيع الجلوس في المنزل فأيهما أولى حياة الفرد أم التنزه؟
إن كل المؤشرات الصحية التي ذكرتها منظمة الصحة العالمية تقول ان الإنسان هو ناقل هذا الفيروس أي ان كلا منا يعتبر مصدرا للوباء وناقلا له، لذلك وبعد ما قام وزير الصحة برجاء المجتمع بالجلوس بالمنازل إلا ان أحدا لا يرد.
والمعضلة حقيقة انه لا توجد دولة بالعالم منظومتها الصحية تستوعب كل هذا القدر من أعداد المصابين والمرضى فدول عظمى مثل إيطاليا ارتبكت منظومتها الصحية نتيجة تفشي الوباء لديهم وهم دولة أوروبية ذات اقتصاد قوي ومتطور فما بالك نحن في دولنا ما الذي سيؤول عليه الحال إذا ارتفع أعداد المصابين وأصبحت حالات الدخول للعناية المركزة تتجاوز الحد الأقصى للطاقة الاستيعابية للمستشفيات؟
بيد أننا لن نقبل في مثل هذه الحالة أن يتم اتهام المنظومة الصحية لدينا بأنها عجزت عن السيطرة لأن المسؤولية اليوم مشتركة بين أفراد المجتمع فيد واحدة لا تصفق وعليه فإن تعليمات وزارة الصحة بعدم الخروج إلا للضرورة القصوى هذه لا بد ألا يتم الاستهتار بها لأنه بهذه الطريقة من لا يلتزم يعرض حياته وحياة غيره للخطر وهذه ليست بمزحة.
وقد يتذرع البعض بان الجلوس في المنزل يسبب الملل، وانا لا أجده كذلك فلكل من الرجل والمرأة القيام بالعديد من الأنشطة والفعاليات وهو في مكانه جالسا فهناك الكثير من مراكز الدورات تقدم دورات أونلاين وهناك برامج بالتلفاز وهناك مواقع إنترنت عديدة للقراءة والتسلية وهناك ألعاب إلكترونية وبالنسبة للنساء تستطيع القيام بالكثير من ممارسة الرياضة على الأجهزة او الطبخ او الاعتناء بالمنزل او قراءة القرآن أو حضور دروس دين أو تتسلى من لديها اطفال بإكسابهم مهارات جديدة فهناك الكثير من الأمور.
إلا ان مشكلة الكثير لدينا أنهم لا يعرفون الجلوس في المنزل وكأنه عقوبة حتى لو قالوا له حياتك وحياة الآخرين بخطر لا يبالي، ونحن بالتالي كوسائل إعلام مجتمعة مع الإعلام الرسمي يجب علينا جميعا توعية المجتمع ولكن لا أحد يقيد الآخر فكل منا حر بقراره، ولكن في مثل هذه الظروف ثقافة الوعي والإدراك لا بد ان تكون حاضرة ويستمر التوجيه والإرشاد لمختلف أطياف المجتمع.
فبعد ان تم فك الحظر الشامل أصبح بالإمكان لمن لديه أعمال او زيارة والديه او أبنائه ان يقوم بها في حدود المعقول وفق التوجيهات الطبية ولكن هذا التزاحم الذي تم في اول أيام فك الحظر أمره مخجل.