لا أحد ينكر أن العالم اليوم أصبح قرية واحدة وهذه حقيقة فنتبادل الأخبار ونتبادل الثقافات ونتشارك بالرأي والبعض قد يكون له خصوم من السوشيال ميديا فإما ان يكسب عداوة وإما أن يكسب أصدقاء جددا، وبين الإيجابية والسلبية هناك بالتأكيد حد يفصل بينهما فنجد ان الإيجابيات اكثر من السلبيات فلم تعد هناك أوراق تحت الطاولة ولم يعد هناك إمكانية بإخفاء حقائق فكلها متاحة أمام الملأ فأصبحنا ولأول مرة نعيش في زمن الشفافية أكثر من الماضي.
وقد يكون أكثر ما يميز السوشيال ميديا أنه بإمكانك ان تنقل صوتا أو رأيا قد يحدث أثرا وتغييرا فيلتفت له العالم حولك وأنت في مكانك لم تتحرك وقد تكون القضية التي سأتناولها اليوم ليست بجديدة على العالم فالكل يعرفها ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى ستستمر بقعة من العالم مهدرة وبلا مغيث؟
فاليوم الصور المتداولة عن اطفال بعض بلدان جنوب افريقيا حقيقة مؤلمة، أطفال يموتون من الجوع والمرض، أطفال لا يعرفون شيئا عن التطور الذي حدث بالعالم مؤخرا ولكن لماذا وإلى متى ستستمر مثل هذه المجاعة وعدم الاهتمام بهذه الدول؟
أعتقد اليوم في ظل وجود منظومة مثل الأمم المتحدة لا بد ألا نترك بقعة من العالم تعيش على الصدقات، فلماذا لا نكسبهم الحق في بناء أوطانهم؟ لماذا لا نفرض عليهم التعليم؟ لماذا لا نتدخل كي ننتشلهم من البؤس الذي يعيش به اطفالهم؟
أعتقد اليوم ان المسؤولية الملقاة على كاهل امين عام الأمم المتحدة انطونيو غوتيريس مسؤولية كبيرة جدا فالأمم المتحدة تعنى بشعوب العالم وهي تمثل الأمم حول العالم؟ فهل في ظل هذه السنوات الطويلة لم تتمكن الأمم المتحدة من إعادة الحياة إلى افريقيا ودمجها بالعالم ليكون هناك تناسب بين مختلف الدول؟ فهذه كارثة أطفال أبرياء لا مغيث لهم ولا احد يفكر حتى في إسعادهم وانتشالهم من مستنقع الجهل والفقر الذي يعيشونه، فلماذا هذه الدول مهملة؟ ولماذا توجد بها مجاعة؟ لماذا لا يتم افتتاح مصانع بها وتشغيلها حتى يكون لشعوب هذه الدول مؤن يعملون من خلالها ويتطور اقتصادهم؟ بالتأكيد لن تترك بلدان جنوب افريقيا مهملة على هذا الحال دون مغيث.
أين الإنسانية وحقوق الإنسان التي نتغنى بها؟ أيعقل ان تقوم دول بإعدام الخضراوات والفواكه والأغنام والدواجن حتى لا يقل سعرها بالسوق بينما أفريقيا تحتضر؟.
قد يجد البعض أن مثل هذه القضية لا تعني أناسا كثرا لا يعانون من هذه المشكلة التي تعاني منها أفريقيا ولكن من الضروري ان نجد وقفة جادة من الأمم المتحدة لدمج هذه الدول في التقدم الذي نشهده في العالم.
أنا حقيقة اغضب كثيرا حين أجد طفلا أفريقياً يمشي عاريا وعظام قفصه الصدري بارزة ويعيش بين الغابات وقد يموت بدلا من أن يجد من يرحمه أو يفكر حتى في مصيرة وإكسابه حتى فرصة في الحياة والدراسة والعمل مستقبلا.
فليس من الضروري ان تكتسب دولة أهمية نتيجة أنها تمتعت بثروة بل لا بد أن نكرس مفهوم العولمة من خلال ممارستنا، فما لا نقبله على أطفالنا بالتأكيد لن نقبله على أطفال العالم، اي نعم ان دولا كثيرة تتبرع وتتصدق ولكننا لا نريد أن تحيا شعوب على التبرعات بل نريد معالجة لمثل هذه القضايا ودعم اقتصاد هذه الدول وفرض التعليم على أبنائها، وهنا نسال أين دور «اليونسكو» من هذه القضية الشائكة؟
قد يجد البعض أن العالم منشغل اليوم بأزمة كورونا ولا داعي من إثارة قضية مجاعة دول أفريقيا الجنوبية، ولكن ألم نفكر في انه قد ترتفع إصابات كورونا في هذه الدول وقد تنقرض شعوب ونحن منشغلون فقط في التفكير في أنفسنا؟