كما هو معروف الرقم الآلي هو ذلك الرقم الذي يوضع على قطعة معدنية ويعلق على الباب الخارجي للمنزل. أعتقد ان أغلب السكن الخاص صار يحتوي على هذا الأمر، ولكن الرقم الآلي هو أكبر من صفيحة معدنية أمام سكنك الخاص، فليس عن هذا نتحدث، نحن نتحدث عن أهمية الرقم الآلي بالنسبة لمشاريع الأعمال والقطاع الخاص، وهو يعتبر البداية الحقيقية التي يجب ان يفكر فيها أي مبادر للأعمال يقرر الاستغناء عن العمل الحكومي.
الرقم الآلي بالنسبة للخاص هو عبارة عن عنوان المكتب المؤجر او مقر الشركة او المشروع في الأوراق الرسمية، تحديد هذا الرقم يكون في مقر البطاقة المدنية، بالإضافة الى العنوان فهو يحمل توصيفا للعقار المستخدم، تجاري، استثماري ، سكني وهكذا، وهذا الرقم الآلي سيكون حاضرا في أي عقود وأي أوراق رسمية للمشروع مثل أوراق صادرة من البطاقة المدنية او ترخيص الشركة او تجديد الترخيص او أي عقود اخرى، وأي مكتب لا يحمل رقما آليا تكون قيمته الإيجارية في السوق منخفضة جدا ولا يعتد بعنوانه في أي أوراق ثبوتية، لذلك عند البداية في أي مشروع يجب على المبادر ان يسأل عن وجود الرقم الآلي للعنوان او المكتب ويستفسر عنه بنفسه.
ونظرا لأهمية هذا الرقم، هنا تكمن المشكلة، تكون إيجارات هذا المكاتب عالية جدا بالنسبة للمبادرين، على سبيل المثال في حولي شارع تونس تحديدا كانت القيمة الإيجارية لمكتب مرخص صغير جدا ٣ أمتار في ٤ أمتار بـ ٣٠٠ دينار تقريبا من 5 سنوات، الآن القيمة تصل الى ٤٥٠ وتكاد تلامس الـ ٥٠٠ دينار بالشهر لنفس المساحة، مع العلم انه يوجد فائض كبير بالمكاتب، وهناك عزوف عن قطاع الأعمال الخاص وهجرة مرتجعة للعمل الحكومي، وتأتي هذه الزيادة الغريبة بسبب سياسة الاحتكار وجشع التجار وربما صعوبة استخراج رقم آلي لأي عقار نظر لوجود الكثير من المخالفات في الكثير من العقارات التجارية، وبذلك تصبح القيمة الإيجارية العالية كابوسا يلاحق العاملين في الخاص خصوصا الجدد منهم.
ما العمل؟ في رأيي المتواضع لابد من تدخل الحكومة أسوة في بعض الدول، ما المانع من وجود شركة عقارية مدعومة من الحكومة مثلا تعرض في السوق مكاتب تجارية مرخصة برقم آلي بمساحات مختلفة ابتداء من ٢٥٠ دينارا مثلا؟ صدقوني حتى مع هذا الإيجار المنخفض ستكون هناك أرباح للعقار كونه غير مطلوب منه سوى توفير رقم آلي ومساحة مكتبية صغيرة، شرط ان تبقى هذه الشركة بعيدا عن (الخصخصة) وجعل المشروع بالكامل لدعم الشباب المغامر في القطاع الخاص، أعتقد هذه ستكون فكرة ممتازة. وإلى المختصين بالعقار اسمعونا رأيكم، وفي الختام سلام.