نحن امام قصة نجاح عربية عظيمة بالطول والعرض، قصة بدأتها الامارات على يد «ابونا زايد»، رحمة الله عليه، غرس وزرع ونحن وأبناؤنا وهذا الجيل مَن يحصد الإنجازات العظيمة، ويسامحنا اخواننا الإماراتيون اذا تكلمنا بلسانهم، لكن نجاح الامارات في برنامج الفضاء الخاص بها هو نجاح لكل مواطن عربي وخصوصا الخليجي.
لطالما عيّرنا البعض بفقرنا زمان وقلة حيلتنا، وتفرقنا واحتياجنا للغير في كل شيء خصوصا في مجال الصناعة والتجارة، تلك الصورة النمطية التي تكونت في اذهان الغرب ـ وللأسف بعض اخواننا العرب ـ عن دول الخليج، صحراء ونفط ورمال وجهل، وكنا نرد على هذه الصورة بقولنا: صبر جميل وسترون ما يسركم ان كنتم لنا اخوة، ابونا زايد احد القادة العرب القلائل الذين كسروا تلك الصورة النمطية حين شكل بعون الله دولة قوية صارت مضربا للأمثال في النمو والازدهار والرقي والأدب، قالوا ناطحات سحاب ومولات لا اكثر، قلنا: فصبر جميل، ثم كان الاستثمار في البشر وطرف العين ترمق الأهداف البعيدة التي ظن البعض انها مستحيلة على أبناء الخليج، حتى اعلنها اخواننا في الامارات صراحة: لدينا برنامج فضاء والآن لدينا رائد فضاء فسكتت الألسن.
لم يعد الخليج العربي قاطبة بحاجة لأن يثبت للخصوم والحاسدين على قدرة أبنائه في مجالات العلوم والفضاء والتكنولوجيا الحساسة فهذا أمر قد صار الى ماض، ولم يعد اخواننا في الامارات يتحدثون عن إرسال بعثة فضائية وحسب، بل صار الحديث الآن كيف نرسل بعثة فضائية بعدد كاف وبطريقة «اقتصادية» غير مكلفة على الدولة فلا اعتقد ان هذا هزاع الاول والأخير، بل اعتقد ان هذه التجربة ستعقبها رحلات اخرى، لكم مني سلام يا أبناء زايد ومن عز الى عز بإذن الله، وفي الختام سلام.