عن نفسي لم أثق يوما بهذه الشعارات الرنانة التي تتبناها الحكومات الغربية وهي توجهها الى الجمهور العربي حكاما ومحكومين، لا أثق ابدا بـ «الغاية» من هذه الضغوط، وأراها من وجهة نظري مجرد وسيلة رخيصة للتدخل الأجنبي السافر في الدول العربية، مجرد حجة لتبرير افعالهم ومواقفهم ضد شعوبنا أمام الرأي العام الدولي، وللأسف هناك من يصدق مثل هذه الدعاية على أساس انها تصدر من حكومات ودول «مثالية» جدا لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، اعود واذكر انا لست ضد الكلام عن حقوق الانسان، انا فقط لا اصدق تلك التبريرات الغربية.
وعن نفسي تلك دعاية قديمة مفضوحة، ولكن كان لابد من ان يفتضح زيف تلك الشعارات وغاياتها الحقيقية على الملأ دون تأويل، أزمة كورونا الدولية الطارئة كشفت الوجه الحقيقي لتلك الدول التي تتشدق بشعارات الحرية وحقوق الانسان والمواطنة الكاملة غير المنقوصة، ولم يتوقع اي احد ان تفتضح هذه الحكومات بهذه الطريقة المشينة، وقتها تبرأت تلك الحكومات الغربية، في قارتي أوروبا وأميركا، من بعضها البعض، المسألة صارت نفسي نفسي، ورفضت الدول الأوروبية الرئيسية تقديم المساعدات الطبية الضرورية للغير، ها هو رئيس صربيا يتكلم صراحة وينتقد الاتحاد الاوروبي، ومثلها انتقادات كثيرة في عموم المجتمع الايطالي الذي لايزال يعد ضحاياه، امام صمت مطبق من أميركا تحديدا ومن في فلكها من دول في الاتحاد الاوروبي، حتى لم تجد إيطاليا بدا من قبول مساعدات الصين التي احتوت المرض وانتقلت الى مرحلة الهجوم المضاد.
وصل الامر في مستشفيات أوروبا الى ان يختار الطبيب من يعيش ومن يموت من مرضاه، من يستحق العلاج ومن لا طائل من علاجه نظرا للإمكانيات، يا لهذا الاختيار الصعب كأنه حكم بالإعدام مرتقب! ثم يأتينا من يحدثنا عن حقوق الانسان، كم هي بائسة رخيصة وسمجة ومضللة تلك الشعارات التي قدستموها على الورق فقط وكفرتم بها عند اول منعطف، ويا ليت قومي يعلمون، اهداء مني للثورجية العرب، وفي الختام سلام.